"القسمة".."النصيب"...كيف يجمع الله بين" ذاك وذيك"...ويجعل فلانة لعلان...اشياء يحس المتأمل فيها انها انما هي دروب ترسمها الاقدار ويتتبعها البشر ..شبرا بشبر...كأن يدا خفية قادرة..تمسك بنواصينا وتقودنا بتدبير مسبق لما هو مكتوب لنا..احداهن ظلت تمازحنا لسنواات تقول ان قدرها فتي نائم الان في الشرق الاوسط..والله جعله صاحب محل في نقطة ساخنة...واخرى كانت تدرس معي بنفس الثانوية...كانت من اسرة يتمتع بناتها بجمال خارق..يخييل للمتصفح لوجوههن انهن خليقات بالملوك او السلاطين...اما هي فالوحيدة بين الاخوات للتي خلقت بتشوه في يديها ..لاتخفيه ولاتتحدث عنه ايضا...ارافقها في التاكسي..غير جميلة على الاطلاق..في نفسها جاذبية او طيبة او خفة دم..تظل تضاحك معارفها لكأنما فهمت انها بروحها لا بالآبياج الخارجي...كانت هي اصغر الاخوات...واذت مساء كانت فتيات العائلات منهمكات في التحضير لحفل اسطوري ..هناك حيث قد يلتقي المرء بشريك ثري..فاجئهن اتصال من قريب للعائلة انه مضطر للسفر ولا يستطيع ترك والدته وحيدة مع حارسس الممنزل...يلتمس من احداهن..ان تصحبها وتعتني بها يوما او يوميين لحين عودته واسرته...تأمرهن الوالدة فيواصلن تطبيق البودرة علي وجوههن ..دون اهتمام...تلتفت الوالدة الي صاحبتنا تترجاها قائلة ...كيسيها انتي...ضمنيا انت الاقبح وقد لاتجديين من يرغب بك في الحفل..تجمع بعض الامتعة وتتجه صوب ابريمييل ..تتفاجئ ان في المنزل شااب قريب للعجوز..يتقاسمان شغل البيت هو يقيم الشاي ويراقب توقيت ادوية العجوز ..وهي تطهو وتكنس وتنظف..ثم تتفاجئ الفتاة ساعة وضعت عشاء العجوز قرب فراشها ان الاخيرة مصروعة لاتتحرك...تعالت صرخاتها..وجرى الدمع غزيزا...هرولت نحوه..فظل يمازحها وهي تكبي..يعرض عليها اناء كبير ليمتلئ من دمعها والا فلن يتأكد من امر العجوز..رجته هاتفه لتتصل فرض..تشابكا كلاميا...ثم في الاخير اخبرها انها حالة طبيعية تمر بها المراة ..تستفيق بعدها بساعات ان هو الا صداع وراثي...مرت ايام قاربت بين انسانين ..وجعلت كل منهما يفهم الاخر ..هو قبطان يعمل في احدى سفن الصيد الاوروبية...غدااة قدوم اسرة العجوز ..طلب منها الشاب ان تهاجر ان تكون من قائمة الثلاثين مليون افريقي الذين يعيشون خارج قارتهم الام...
نقلا عن صفحة المدونة فاطمة مامون