حرية كل إنسان تنتهي عند ما تبدأ حرية الآخر والغاية لا تبرر الوسيلة، والإثارة لا يمكن أن تكون هدفا... ولكل عمل إنساني حدود ولكل فعل إنساني وجودي محدادات وإكراهات، فهل يعقل ان تتجاسر "شارلي ابيدو" على أقدس المقدسات وتنتهك شرائع السماء وقوانين الأرض لهدف ماركنتيلي متمثل في بيع 30 ألف نسخة ؟
هل تبرر هذه الغاية تجاوز كل الخطوط الحمراء؟ وهل تمثل في حدها قيمة من قيم الحرية والإنسانية؟ أين المهنية وأين الاستقصاء؟ ألا يدرك طاقم رسامي "شارلي" أنهم لفقوا أكاذيب وترهات وشعبويات واحقاد وتهيؤات شيطانية لا أساس لها من الصحة؟ ألا يقدرون حجم التضليل والافتراء الذي اقدموا عليه في حق نبي الرحمة المرسل إلي الناس كافة ؟ ألم يقدروا أن فعلتهم الشنعاء قد تولد ردود الأفعال التي حصلت حين أطلق متطرف مدان النار عليه فدفعهم جثثا هامدة إلي ما قدموا؟ طبعا الفعل منكر ومدان وردود الأفعال بهذه الطريقة منكرة ومدانة ولكن البادئ أظلم، والظلم ظلمات.. وهو هنا متراكم ومن مظاهره هذا الكيل بمكيالين، فبأي منطق يتجاهل العالم الذي يدعي التحضر التطرف الصهيوني القتال ونزعات الإسلاموفوبيا الهائجة التي تنتهك اعراض المسلمين وتسفك دماءهم وتشيطن نزاعاتهم المشروعة نحو الإسهام الفاعل في حاضر البشرية ومستقبلها ؟
في اعتقادي انه لا داعي لتبسيط الأمور ولا داعي للاستمرار في بناء صورة نمطية وهمية مشوهة للإسلام والمسلمين، علينا جميعا في الشرق والغرب ومن كل الديانات والأجناس، إذا كنا جادين أن نعود إلي منابع التوتر وروافده داخل مجتمعاتنا وداخل عقولنا ونتداعي إلي كلمة إنسانية توحيدية سواء لا إقصاء فيها ولا كراهية، وما دون ذلك مضيعة للوقت والجهد البشري.
عيد الله اسماعيل