تحدثت مصادر متطابقة عن عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى العاصمة نواكشوط بعد عطلة دامت لأكثر من أسبوعين، لمباشرة أعماله مع بداية الأسبوع المقبل. وكما هي العادة مع كل عطل الرئيس، كان الموريتانيون على موعد مع الكثير من الشائعات حول أسباب "اختفاء" الرئيس والملفات التي كان يريد التفرغ لها والصراع الدائر في غيابه حول السلطة... كما كان لمرحة ما بعد عودة الرئيس نصيبها التحليلات والتوقعات التي بلغت حد توقع حصول تغييرات هائلة ستطال بنية النظام.
ومع أن الأمر يتعلق بمجرد عطلة سنوية للرئيس ليس هناك ما يبرر منحها الكثير من الاهتمام، فإن الوضع الذي تبدو عليه المستويات العليا من هرم السلطة والشكوك المثارة حول الوضعية الاقتصادية بما في ذلك الحديث عن أزمة مالية مستعصية، كلها أمور تبرر نوعا من "البيريسترويكا"، خصوصا وأننا ما نزال في بداية مأمورية تتميز بدرجة عالية من الأهمية بالنسبة لنظام يفكر في إعادة إنتاج نفسه لبعض الوقت.
وإذا كان ليس هناك من يجهل مساوئ تجاوز مأموريات المؤسسات الدستورية وخطورة صراع مراكز القوى على صورة أية سلطة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بخلق وضع يتراجع فيه "حضور" الرئيس لمستوى ثانوي، فإن ما لا يقل خطورة هو تعثر الحوار الاجتماعي والسياسي وتحمل مسؤولية ما ينجر عن ذلك من تداعيات ليس أهونها شأنا ظهور السلطة بمظهر من يسعى للتدمير فقط.
هل يبرر ذلك "تغييرات هائلة" كتلك التي يجري الحديث عنها داخل أوساط عريضة من الرأي العام؟
أم أننا أمام "صورة مزيفة" لواقع مختلف عليه أن يستمر رغم التحديات؟
أقلام حرة