الكويرة مدينة أشباح تقع على خليج صغير في شمال الرأس الابيض وهو الاسم الجغرافي لشبه جزيرة نواذيبو وقد رفع الاسبان علمهم عليها وبنوا مقراتهم في نتوء يسمح لهم بقصف كراع النصراني الذي توطنت فيه شركة فرنسية للمصايد منذ بداية القرن ...وهكذا اصبحت الكويرة اسبانية واصبح نواذيبو فرنسيا .
حين قررت موريتانيا توقيع اتفاقية سلام غير واضحة المعالم مع البوليساريو اجتاح المغرب كل البلدات الساحلية في وادي الذهب الا الكويرة فقد تلكأ عمدا ومرد ذلك رغبته في عدم حشر موريتانيا في الزاوية خصوصا ان اي وجود عسكري مغربي سيعتبر تهديدا خانقا لرئة موريتانيا وما يعنيه ذلك من مواجهة مع القوى الدولية الضامنة لوجود وديمومة موريتانيا !
من جهة اخرى اذا انسحبت موريتانيا من المكان فان ذلك سيكون بمثابة خرق لهدنة الامر الواقع الحالية حيث لن تتكلف بحماية المكان وسيكون رد المغاربة في حالة هجوم من البوليساريو هو احتلال نواذيبو وهنا سيجدون انفسهم في مواجهة موريتانيا وفرنسا والعالم .
ينضاف الى ذلك ان المغاربة لم يسقطوا اتفاقية مدريد كمبرر لشرعية وجودهم في المكان وهذه الاتفاقية لا تمنحهم اي متر من وادي الذهب فاختراقهم للتهدئة سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير !
رغم تلكؤ المغاربة فانهم يصيحون بملكيتهم للكويرة في كل خطاب ويجعلون منها دالاندا كارتاغو !
على كل حال لا معنى لتقييد حرية اهل الكويرة الاصليين ومنعهم من التمتع بممتلكاتهم بغض النظر عن السلطة القائمة موريتانية مغربية او حتى صحراوية فعلى موريتانيا ان لا ترضى لنفسها بدور الحارس الجلاد فهي دولة ملزمة باحترام حقوق الناس حتى ولو ازعج ذلك الجيران والاخوة !
نقلا عن صفحة الأستاذ محمد أمين على الفيسبوك