شارك عشرات من زعماء العالم وقيادات إسلامية، أمس مع مئات الآلاف، 600 ألف حسب المنظمين، من المواطنين الفرنسيين في المسيرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وقال إنها تضامن مع الدولة الفرنسية ووقوف ضد الإرهاب على حد تعبيره.
وانتهت مسيرة القادة الأجانب المشاركين في تظاهرة باريس الحاشدة حوالي الساعة الثالثة زوالا، فيما بقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في المكان لتحية أسر القتلى الـ 17 والجرحى الـ 20 ضحايا الاعتداءات الأخيرة في باريس، وتوقف رؤساء الدول والحكومات الذين ساروا متصافين حول الرئيس الفرنسي بعد دقيقة صمت قبل أن يحييهم هولاند واحدا واحدا لينضم على الأثر إلى مجموعة من أقارب ضحايا الاعتداءات.
وظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المسيرة على بعد أمتار من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتقدم القادة بصفوف متراصة، وأمسك عدد منهم بأيدي بعضهم، وقام عدد من قادة الدول بتحية الحشود، وخاصة الذين كانوا على شرفات الجادة التي تقدمت فيها المسيرة.
ولا يبعد مكان المسيرة كثيرًا عن مقر صحيفة شارلي إيبدو، التي تعرضت لاعتداء الأربعاء، أوقع في مكتبها وفي الشارع قبالته 12 قتيلاً. كما قتل خمسة أشخاص في اعتداءات أخرى وقعت الخميس والجمعة.
وتم نشر نحو 2200 من أفراد الأمن لحماية المسيرة من أي مهاجمين محتملين وتمركز قناصة على أسطح المباني في حين اختلط رجال شرطة بالزي المدني بالحشود، وتم تفتيش نظام الصرف الصحي في المدينة قبل المسيرة ومن المقرر إغلاق محطات قطارات الأنفاق حول مسار المسيرة.
ورغم التضامن الواسع مع الضحايا فقد ظهرت بعض الأصوات المعارضة. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي الفرنسية تصريحات ممن يشعرون بالاستياء من شعار "أنا شارلي"، الذي تم تفسيره بأنه يعني حرية التعبير أيا كان الثمن.
ويشير آخرون إلى أن مشاركة زعماء دول، تطبق قوانين إعلامية قمعية، في المسيرة هو ضرب من النفاق.
وقالت مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني، المتطرف التي يتوقع محللون أن تحصل على دفعة في استطلاعات الرأي بسبب الهجمات، إن حزبها المناهض للهجرة استبعد من مسيرة باريس وسيشارك بدلا من ذلك في مسيرات محلية.
وقبل المسيرة، التقى وزراء الداخلية الأوروبيون، وخرجوا بعدة قرارات قالوا إنها تهدف إلى تحجيم "الخطر الإرهابي"، ومن الإجراءات التي سيتم العمل بها، تشديد الرقابة الشخصية على المواطنين في إطار فضاء شنغن، وتشديد المراقبة على الأنترنت بالتعاون مع الشركات المختصة.
حجوا إلى باريس للتضامن مع هولاند
الحكام العرب يبكون 12 قتيلاً فرنسياً ويتجاهلون آلاف الضحايا في العالم العربي
استفاق ضمير الزعماء العرب، أخيرا، على دماء نزفت، لكنها لم تنزف في ليبيا التي يعصفها التمزق، أو ضحايا التفجير المزدوج في لبنان، أو حتى المسنين والصبية الذين قضوا تجمّدا في مخيمات اللاجئين السوريين بلبنان، كما لم تشفع للأرواح التي تسقط في اليمن، ولا حتى للغزاويين تحت الآلة الهمجية الصهيونية لأزيد من 56 يوما، لكنها استفاقت على 17 فرنسيا قضوا في اعتداءات باريس نهاية الأسبوع.
كانت الدعوة التي توجه بها الرئيس فرانسوا هولاند كافية ليهبّ الزعماء العرب أو من ينوب عليهم، هرولة إلى عاصمة "الجن والملائكة"، تضمانا واستنكارا لسقوط قتلى فرنسيين، وكانت المسيرة، أمس، كافية ليقف الرئيس عباس على بعد سنتمترات من القاتل نتنياهو، رغم أن عباس لم تطأ قدماه أرض غزة عندما كانت تنتهك وسكانها يُقتلون، وغير بعيد عنه حضر الملك الأردني مصطحبا معه عقيلته، وكلا الزعيمين وغيرهما لم يطلبا من المجتمع الدولي المشاركة في مسيرة تضامنية عندما كانت آلة الإرهاب تسقط الأبرياء تباعاً في الجزائر، أو تنديدا بحرب الناتو على ليبيا، أو لوقف الدم الذي يسيل في سوريا وقبله في العراق، لكن باريس وهولاند استطاعا جمع العرب الذين عجزت جامعتهم عن توحيدهم.
وفي توصيفه للحالة الشاذة التي جمعت العرب، بباريس، قال رئيس مركز الكنانة للدراسات السياسية في مصر، هاني الجمل للشروق: "للأسف، إنها صورة صادمة.. لقد حضروا المسيرة من أجل عيون فرنسا ولإظهار الوحدة في مواجهة الإرهاب الذي يعكر صفو معيشتهم والذي تم تصديره للعالم العربي لإذكاء الفتنة بين الطوائف العربية.. ولكن كل هذه الأسماء لن تذرف دمعة من أجل أوضاع اللاجئين والمشردين في العالم الإسلامي والعربي، لأنهم ببساطة ليسوا باريسيين".
وفي تحدّ للأنظمة العربية، طالبهم هاني بأن يدعوا شعوبهم إلى الخروج في مسيرات هذا الجمعة تنديدا بالإرهاب الدولي الذي تمارسه علينا أمريكا والدول الكبرى من أجل مصالحها و"أن ننشر ثقافة السلام كما نشرتها سماحة الأديان في كل مكان".
أما الكاتب والمحلل السياسي العراقي حسين شعبان، فوقف عند وقوف الإرهابي نتنياهو جنبا إلى جنب مع الرئيس عباس الذي ترك شعبه يُقتل في الصيف الماضي بغزّة، وذكر للشروق: "من غرائب الزمن أن الإرهابي نتنياهو يدين الإرهاب، وإلى جانبه ممثل الضحايا"، وتابع بنبرة تهكمية "لقد استفاق الضمير العربي الخامل، لكنه لم يستفق عند سقوط مئات الآلاف من القتلى في الجزائر ومثلهم في سوريا واليمن والعراق وليبيا".
وفي اعتقاد الأكاديمي العراقي، أن خضوع وخنوع القادة العرب هو "جزء من الاستحقاق الدولي.. إنهم يريدون تقديم أوراق اعتماد للقوة المتنفذة وللأنظمة الإرهابية بأنهم غير مساهمين في أعمال إرهابية".
احتفال باريس.. وراء الأكمة ما وراءها
عرس كبير حرصت الحكومة الفرنسية على إقامته يحضره عشرات الرؤساء والمسؤولون من دول العالم تسير فيه مسيرات الجمهورية في باريس ومدن فرنسية أخرى.. فيما ارتفعت شارات شارلي في كل مكان وتهاطلت التصريحات الدولية ومواقف منظمات حقوق الإنسان ونقابات الصحفيين من كل مكان تندد بالعملية الإجرامية التي طالت عددا من الصحفيين العاملين بصحيفة فرنسية عرضت رسوما مسيئة إلى نبي الإسلام..
ما الذي يجري بالضبط..؟ لماذا كل هذا الحشد العالمي والشعبي والرسمي الإعلامي والأمني.. إن الأمر ليس بريئا على عدة محاور.. أولا أن الشكوك ترتقي إلى مستوى عال في حقيقة العملية، فعلى المباشر شاهد الجميع الارتباك والاضطراب في تنفيذ العملية التي تشبه إلى حد ما فيلما سيئ الأداء والإخراج فهل كان لا بد من هذه العملية المسرحية لدور تبحث عنه فرنسا في دول الجنوب؟
إن السياسة الفرنسية تعاني من انسداد أمام دورها الأمني في دول الساحل وفي ليبيا وفي مناطق عدة حيث التصارع الدولي على مناطق النفوذ والنفط والثروة.. وهذا الأمر سيظل قائما ما لم يحدث اختراق سياسي وأمني كبير.. وهنا لا بد من تفويض شعبي ودولي للإدارة الفرنسية من أجل القيام بدور لن يكون مقبولا في غير هذا الظرف الأمني والسياسي.. تماما كما كان لأحداث سبتمبر 2001 حيث كان إسقاط البرجين خطوة ضرورية لقيام الجيش الأمريكي بعملية عسكرية ضخمة في العالم الإسلامي تحقق التواجد المباشر في المنطقة والإشراف الامني عليها ونهب ثرواتها وتشغيل مصانع السلاح ومنع أي محاولات في المنطقة للنهوض.. فكان البرجان بوابة لاحتلال بلدين: أفغانستان والعراق..
فهل مقتل هؤلاء الصحفيين هو بوابة قيام الجيش الفرنسي باحتلال وتدخل عسكري محتمل في ليبيا ودول الساحل وغير ذلك من بلدان محتملة؟ إن الحكم بصحة هذا الافتراض أو عدمها تتضح من خلال تفسير ما حصل.. إن التدبر من مستوى بسيط يكشف أن العملية مفبركة إلا أنه لسوء حظ الإدارة الفرنسية عدم ضبط إيقاعها إلى درجة مخجلة.. فلقد تصرف الممثلون بكامل هدوئهم وانتهوا إلى الموت لتموت معهم أسرار العملية..
من يقف خلف العملية؟ من المتضرر من العملية؟ ماذا يمكن أن يتحقق من العملية؟ هل هو الموساد الإسرائيلي حيث سبق له الاشتراك في عملية البرجين وهدفه في مثل هذه الحال إرباك فرنسا وانكفاؤها على نفسها وعدم الاقتراب من الملف الفلسطيني كما يتضح من تصريحات بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى الضغط على فرنسا فاتحا الباب لليهود الفرنسيين بالهجرة إلى فلسطين المحتلة لأنهم لن يكونوا في حالة أمان.. أم إن المسؤول المخابرات الأمريكية وقد سبق لها العمل على هذه الطريقة في أكثر من بلد وذلك عقابا لفرنسا على اتخاذها خطوات سياسية تجاه الملف الفلسطيني منفردة؟ أم إن هناك صياغة جديدة للاتحاد الأوربي حيث استمعنا خلال اليومين السابقين إلى ضرورة إعادة ترتيب المراقبة بين دول الاتحاد الأوربي وفي هذا خطوات قد تكون مدروسة بخصوص الدول الملتحقة مؤخرا بالاتحاد الأوربي.. أم إن فرنسا تريد التخلص من أحد مكوناتها الاجتماعية حيث يشكل المسلمون في فرنسا نسبة معتبرة يمكن أن توجه السياسة الفرنسية وتعمل على تغيير معالم شخصيتها وهويتها بعد فترة زمنية ليست بعيدة وقد يصل بهم الأمر إلى تبوء مواقع حساسة في الإدارة والمؤسسة.. فتأتي هذه العملية التي بسهولة يمكن نسبتها إلى المسلمين لأن الصحيفة أساءت إليهم ليتم بعد ذلك اتخاذ خطوات عنصرية في ظل وضع دولي وشعبي يحتمل ذلك بل ويشجع عليه.
لكن المؤلم حقا حجم هذا التزلف الدولي والمشاركة في المهرجان الكرنفالي في باريس.. ولم يكن مطروحا على أحد سؤال لماذا كل هذا الضجيج والاهتمام والمبالغة فيه هل دم الفرنسيين ليس من نوعية دم البشر فكم قتلت الطائرات الإسرائيلية من المسلمين وكم قتلت الطائرات الأمريكية من المسلمين وكم قتلت الطائرات الفرنسية من المسلمين.. وفي كل تلك الحالات لم تفتح أبواب التحقيق ولم يتجشم أحد من حكام أوروبا لتقديم واجب العزاء لهذه الدولة العربية أو تلك.. إنها عنصرية في الحياة وعلى أعتاب الموت.. ولكنه سير في الظلام وتيه ما بعده تيه.. كان الأولى لهم أن يتنازلوا عن روحهم الاستعمارية ويؤمنوا بأن الشعوب كلها شريكة في الحقوق والمصالح، لكن هيهات أن يتخلى الاستعماريون عن طبعهم.
المسلمون لم يضيّعوا أكثر مما ضاع والصهاينة لم يربحوا أكثر مما ربحوا
الخاسر والرابح في "مسرحية" أحداث شارلي إيبدو
تختلف فرنسا عن الولايات المتحدة الأمريكية، في التعامل مع الأحداث الكبرى، فإذا كانت أمريكا قد أبانت وجها مغايرا، وبدأت في تغيير خارطة العالم بعد أحداث 2001 فإن الأوضاع في فرنسا قد لا تتغير إطلاقا، بعد أحداث الأربعاء الماضي التي وقعت في مقرّ صحيفة تشارلي إيبدو وأودت بحياة 12 فرنسياً.
إذا كانت أمريكا قد تمكنت من إقناع العالم بدموية أسامة بن لادن، ووضعت القاعدة كمنظمة إرهابية، وأقنعتهم على أن يشاركوا معها في حربها التي فجرتها في أفغانستان والعراق وتحولت إلى شرطي في كل بلاد العالم، فإن فرنسا تعلم أن عملية التضامن التي عاشتها أمس الأحد في مسيرة باريس بمشاركة رؤساء ووزراء من كل البلدان ستنتهي في الأيام القليلة القادمة، كما أن الأحداث التي وقعت على أرضها جاءت من أبنائها أيضا، وليس من أفراد من بلاد أخرى، فتحوّلت إلى شأن فرنسي خالص، ستحاول فرنسا منفردة علاجه حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث، وحتى التواجد الأجنبي في فرنسا لن يتغير، بالرغم من صيحات الجبهة الوطنية التي تعلم بأن الأجانب صاروا في الدم والكروموزومات الفرنسية.
وحتى الحملة الصهيونية التي بدأت منذ عقود لأجل تشويه الإسلام والمسلمين دخلت في الروتين، وبدأ الكثير من المسلمين ومن العلماء بالخصوص، يتجنبون الوقوع في الفخ، كمحاولة تصحيح الصورة السيئة التي يحاول الغرب والصهاينة، إعطاءها عن الإسلام وليس عن الإسلاميين، بل إن الضربة الموجعة التي تلقتها باريس، لأول مرة، ردت الكثيرين على أعقابهم ومنهم الصحيفة الدانماركية الشهيرة جيلاند بوستن التي أعلن مديرها عن توقفه عن نشر أي موضوع أو رسوم تسيء للمسلمين، وليس للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقط.
أما عن الشأن الفرنسي فإن محاولات مارين لوبان، اعتبرت محاولة لرد الاعتبار بعد الزلزلة التي تعرضت لها منذ شهرين عندما اعتنق بعض أعضائها الإسلام، حيث أكدت "كنال فرانس" الإخبارية، أن اعتناق مناضل الجبهة الوطنية وطالب الحقوق ميكسانس بوتيي الإسلام، ليس حالة فريدة في الحزب المتطرف، وإنما هو قطرة من بحر إسلامي جرف الجبهة الوطنية، وحاولت حينها مارين لوبان التكذيب ولكن "كنال فرانس" أجرت حوارا مطوّلا مع عضو من نفس الحزب يدعى ميشال شامبارد، اعترف بأن الكثير من مناضلي الحزب إن لم يعتنقوا الإسلام، فإنهم اعترفوا بعظمة القرآن الكريم، وصاروا متعاطفين مع الدين الحنيف، واعترفوا جميعا بأن القرآن الكريم، يتماشى مع منطق الأشياء وتقوّى إيمانهم منذ أن اطلعوا على تعاليم الإسلام.
وكان جدل سياسي وديني متشعب، قد اندلع في فرنسا بعد تجميد عضوية منتخب ضمن الجبهة الوطنية، بالرغم من أنه نجح في الانتخابات المحلية الأخيرة في الربيع الماضي، في بلدية تابعة لمنطقة نوازي لوغران، لأنه اعتنق الإسلام، وتكمن صدمة الحزب الوطني، الذي نقل حقده الذي عاش به مؤسس الحزب منذ عام 1972 جون ماري لوبان، من العرب إلى المسلمين، كون الشبان الذين أسلموا فرنسيي الأصل، بيض البشرة وجامعيين، إضافة إلى جديتهم في العمل، حيث تمكن أحدهم من الفوز بمقعد في البلدية برغم سنه، وحاولت الجبهة الوطنية الدفاع عن موقفها بالقول بأن علمانيتها لا تجعلها تتدخل في ديانة أي كان، ولكن علمانيتها جعلت الآن بعض أنصارها يحملون لافتاتٍ تذكر العرب والمسلمين بسوء في محاولة للعب ورقة انتخابية قبل موعد الانتخابات الفرنسية المختلفة، وقد تكون هذه الجولة التي عاشتها فرنسا ومعها العالم منذ الأربعاء الماضي قد تنتهي من دون خاسر إضافي ورابح إضافي.
رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا عبد الله زكري لـ"الشروق":
15 مسجدا تعرض للاعتداء بالرصاص وبإلقاء رؤوس خنازير أمامه
ازداد منسوب الأعمال العدائية ضد المسلمين، في فرنسا وعموم أوروبا، منذ الأربعاء الماضي، وتم استهداف ما لا يقل عن 15 مسجدا في التراب الفرنسي، سواء بإطلاق نار أم قنابل صوتية، كما تم إلقاء رؤوس وفضلات خنازير أمامها.
قال رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، إن الأعمال العدائية ضد المسلمين في فرنسا وعموم أوروبا، قد سجلت معدلات قياسية منذ الأربعاء الماضي ـ الهجوم على مقر شارلي إيبدو ـ وبلغت إلى غاية أمس، الاعتداء على 15 مسجدا. وعن طبيعة الاعتداءات، أوضح زكري لـ "الشروق": "تعرض عدد من المساجد لإطلاق نار ولحسن الحظ لم تخلف ضحايا، كما ألقيت قنابل صوتية على عدد آخر، مع وضع رؤوس خنازير أو فضلاتها أمام المساجد". وأضاف المتحدث: "لقد تعرضت شابتان متحجبتان في العاصمة باريس للضرب، دون إغفال العشرات من حالات السبّ والشتم".
وحذر زكري من الدعوات إلى قتل المسلمين وخاصة رؤساء الجمعيات الإسلامية في أوروبا، والتي تم إطلاقها عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، مع الدعوة كذلك إلى حرق المساجد، والتي يقف وراءها اليمين المتطرف. وخشي المتحدث أن يتم المضي في هذا المخطط إذا لم تتحرك السلطات الأمنية المختصة.
وامتعض رئيس المرصد من ازدواجية تعامل السلطات الفرنسية مع الضحايا الذين سقطوا خلال اعتداءات باريس على أساس الدين، وأساسا بالنسبة إلى اليهود الذين قتلوا داخل المتجر على يد كوليبالي ـ بحسب الرواية الرسمية الفرنسية ـ وقال: "لقد تمّ التركيز بشكل كبير على سقوط ضحايا يهود داخل المتجر، والإعلام الفرنسي يتباكى عليهم، وفي المقابل يمرّ مرور الكرام على ضحيتين مسلمين هما الشرطي والمصحح في مجلة شارلي إيبدو".
وبخصوص مسيرة، أمس، قال زكري إنه شارك فيها كونه عضوا في الجالية وليس لكونه مسلما، موضّحا السبب كالتالي: "لما يشارك المسيحي الكاثوليكي في المسيرة لا يذكر دينه، وكذلك اليهودي، لماذا أنا أقحم ديني في هذه المسيرة؟ نعم الإسلام ديني ويبقى من خصوصيتي، لكن لن أقول إني مسلم في المسيرة".
وعن جنوح شباب الجالية المسلمة إلى الجريمة في فرنسا، نفى زكري هذا مستندا إلى تقارير أمنية، وقال: "التقارير الأمنية الفرنسية تؤكد أن الجرائم التي قام بها المسلمون لا تتجاوز 2 بالمئة، بينما الجرائم الكبرى لا يقوم بها المسلمون، في حين تتكلّم الصحافة الفرنسية عن جرائم المسلمين بنسبة 80 بالمائة وتقوم بتضخيمها".
صُحفية ناجية منها تقدّم اعترافاً خطيراً:
أحد منفذي مجزرة شارل إيبدو عيناه زرقاوان جميلتان؟
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مقطع فيديو لصحفية ناجية من الهجوم الإرهابي، الذي وقع الأسبوع الماضي على صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية، مشيرين إلى أن حديثها يعدّ مفاجأة من العيار الثقيل.
ونقلاً عن القناة الثانية الفرنسية، أخبرت هذه الصحفية صديقتها المقرّبة، التي استضافتها القناة الثانية الفرنسية، أن أحد منفذي الجريمة عيناه زرقاوان جميلتان، وهو ما يتنافى كلياً مع صحّة ما تردد من أنباء حول تورط الأخوين كواشي في الحادث، لأن أيّا منهما لا تنطبق عليه المواصفات التي قالتها الصّحفية الناجية من الحادث.
ويأتي هذا الفيديو الذي يمكن الإطلاع عليه في الأنترنات، ليغذي بقوة الشكوك التي انتابت المتتبعين في هوية مرتكبي مجزرة "شارل إيبدو" وظروف العملية وملابساتها الغريبة، حيث وجد المنفذون المفترضون سهولة غريبة في الوصول إلى مقرّ الأسبوعية الساخرة وتنفيذ جريمتهم، ثم الانسحاب وركوب سيارتهم بكل سهولة وراحة وكأنهم بصدد تصوير فيلم، ما يثير التساؤل حول عدم توفر الأمن وكيف استطاعوا الوصول بسيارتهم إلى المقرّ دون أن يتفطن إليهم أحد وهم ملثمون ويحملون أسلحة رشاشة وقذيفة "أر بي جي"؟ وكيف يُعقل أن يترك أحد المتهمين المفترضين بطاقة هويته في السيارة التي أقلته إلى مقر الصحيفة ليتعرّف عليه المحققون بكل سهولة ولا يتخذ كافة احتياطاته؟
كما أثار المتتبعون تساؤلات عدة عن سرّ قتل المتهمين الثلاثة بدل تخديرهم أو شلّهم بالقنابل التي تصيب بالشلل المؤقت، قصد القبض عليهم أحياء وانتزاع اعترافات مهمّة منهم، وما هي الحقائق التي يريد الفرنسيون إخفاءها بتصفيتهم بدل السعي إلى أسرهم؟
وعودة إلى اعترافات الصحفية الفرنسية الناجية من المجزرة، يمكن التساؤل: من هو صاحب العينين الزرقاوين "الجميلتين" الذي شارك في التنفيذ مادامت عيون المتهمين الثلاثة سوداء؟ وهل للموساد الصهيوني علاقة بالجريمة التي يراد من ورائها تحميل الإسلام والمسلمين المسؤولية ومحاربتهم في كل مكان؟ أم أن فرنسا تريد إيجاد ذريعة لمواصلة تدخلها في مناطق عديدة في العالم الإسلامي وتبرير تدخلها قريباً في ليبيا؟
أخفى 20 شخصاً عن أنظار مواطنه كوليبالي
باريس تكرم المسلم المالي الذي أنقذ رهائن المتجر اليهودي
في الوقت الذي كان أحمدي كوليبالي، الفرنسي من أصل مالي، يحتجز رهائنه في محل المواد الغذائية في باريس في منطقة بورت دي فانسين، كان شاب مالي آخر ومسلم، يُدعى الحسن باثيلي، ويعمل في المحل المستهدف يغامر بحياته لإنقاذ الرهائن من المصير المشؤوم الذي أعدّه لهم خاطف الرهائن ومواطنه، وذلك بالمساعدة في إخفاء ما لا يقل عن 20 شخصاً عن أنظار الخاطف، ما جعل مسؤولي بلدية باريس يضعونه على قائمة "المواطنين الفخريين" في المدينة، للمصادقة على القرار قريباً.
ونقلت قناة "بي اف ام تي" في الفرنسية، عن رهائن محتجَزين عدم تردد الشاب البالغ من العمر 24 سنة والمسلم المتديّن، في المسارعة إلى إخفاء 20 رهينة في الطابق الأرضي في المحل المستهدَف، فبعد الهجوم استغل الشاب الإرباك الحاصل ليحوّل مخازن حفظ الطعام، التي لم تكن شديدة البرودة، إلى ملاذٍ لعددٍ من الرهائن، فقطع الكهرباء عنها لمنع تجمّدهم، قبل الخروج وحيداً من منفذ آخر، واعداً بالبحث عن المساعدة، بعد رفض الرهائن المغامرة أكثر بحياتهم، خوفاً من تفطن الخاطف إلى حركة مصعد السّلع أو سماع صوته.
كنت أُصلي
بمجرّد خروجه قبض رجال مكافحة الإرهاب على الشاب المالي، وبعد إزالة سوء الفهم، قدّم لهم معلوماتٍ لعبت دوراً حاسماً في تنفيذ الهجوم السريع ضد المحل، لتفادي حمام دم حقيقي، خاصة بعد التأكد من قتل الخاطف لأربعة يهود تصادف وجودُهم مع بداية الاقتحام.
وقال الشاب المالي، إن صلواته هي التي أنقذته وساعدته على إنقاذ عدد من الرهائن، ذلك أنه كان يصلي في الطابق الأرضي من المحل، بعيداً عن حركة المتسوّقين، عندما اقتحم كوليبالي المحل في الواحدة بعد الظهر تقريباً، وأضاف أنه لو كان في الطابق الأعلى، لكان الخاطف احتجزه ومنعه من التدخّل أو تقديم أي مساعدة، أو ربما أسوأ بما أنهما ينتميان في الأصل إلى البلد نفسه، مالي.
وأضاف الشاب المسلم في حديثه للقناة التلفزيونية الفرنسية: "المسألة لا تتعلق بمسلم أو يهودي أو مسيحي، في تقديري، كلنا إخوة على المركب نفسه، فإذا لم نتبادل المساعدة للخروج من هذه الأزمة، فلا أحد بإمكانه النجاة منفرداً".
تداولُ شريط فيديو يبايع فيه البغدادي
أمّ كوليبالي وشقيقاته يدنّ اعتداءاته ويعزين الضحايا
أدانت والدة وشقيقات الجهادي حمدي كوليبالي الاعتداءات التي وقعت في باريس خلال الأيام الماضية وقدّمن "تعازيهن الحارة" لعائلات الضحايا، حسب ما جاء في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء في البيان "أنا، والدة حمدي كوليبالي وجميع شقيقاته نقدّم تعازينا الحارّة لعائلات ضحايا متجر الأطعمة (اليهودية) ولعائلة الشرطية البلدية في مونتروج وكذلك لعائلات ضحايا شارلي ايبدو".
وأضاف البيان "ندين هذه الأعمال. نحن لا نتقاسم أبدا هذه الأفكار المتطرفة. نأمل أن لا يكون هناك التباسٌ بين هذه الأعمال الشنيعة والديانة الإسلامية".
وأوضح "نتمنى أخيرا أن يكون جميع المواطنين (الفرنسيين) موحّدين ومتضامنين كما نحن مع عائلات الضحايا".
من جانب آخر، تناقلت حسابات لجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد، شريط فيديو يظهر فيه رجلٌ يقدّم نفسه على أنه حمدي كوليبالي، أحد منفذي عمليتي احتجاز الرهائن في باريس، وهو يبايع زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أو "داعش" أبا بكر البغدادي.
ويقول كوليبالي بالفرنسية: "أتوجه أولاً إلى خليفة المسلمين، أبي بكر البغدادي، الخليفة إبراهيم، لأبايعه".
ثم يقول بلغة عربية متعثرة الجملة الآتية "بايعت أمير المؤمنين أبا بكر القريشي الحسيني البغدادي على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أن أقول الحق حيثما كنت لا أخاف في الله لومة لائم".
وحمل الشريط المنشور على موقع (يوتيوب) عنوان "كوليبالي ينتقم من اعتداء الإسلام"، ويظهر فيه الرجل ذو البشرة السوداء والبنية القوية في لقطات مختلفة بلباس عسكري، أو بقميص قطني مع سترة واقية للرصاص، أو مرتديا عباءة بيضاء مع علم تنظيم "الدولة الإسلامية" خلفه، وإلى جانبه رشاش في معظم الأحيان.
ويتحدث كوليبالي في الشريط عن "أسباب الهجوم على فرنسا وصحيفة شارلي ايبدو ومتجر يهودي"، فيقول بصوت خافت لكن واثق "ما نقوم به أمرٌ شرعي تماما بالنظر إلى ما يقومون به. إنه انتقام يستحقونه منذ زمن. لا يمكن الهجوم على الخلافة والدولة الإسلامية دون توقع رد".
ويضيف "توقعون ضحايا أنتم وتحالفكم (التحالف العالمي الستيني بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش في العراق وسوريا). تقصفون بانتظام، تقتلون مدنيين ومقاتلين، لماذا؟ لأننا نطبق الشريعة؟ لن نترككم تفعلون هذا، سنقاتل إن شاء الله لإرساء كلمة الله سبحانه وتعالى".
وتوجه كوليبالي إلى "المسلمين في كل مكان وخصوصا في الدول الغربية"، سائلا إياهم "ماذا تفعلون يا إخوتي؟ ماذا تفعلون عندما يقاتَل الدين الإسلامي مباشرة؟ عندما يتم شتم الدين الإسلامي تكرارا؟ ماذا تفعلون إزاء المجازر؟".
وأشار إلى أن "المنطقة الباريسية مليئة بالرجال والقوة وبشبان رياضيين وبرجال في صحة جيدة"، سائلا هؤلاء "ألا يوجد بين هؤلاء الآلاف من يدافع عن الإسلام؟".
استثمر في مقتل أربعة منهم على يد كوليبالي
نتنياهو يدعو نصف مليون يهودي فرنسي للهجرة إلى "إسرائيل"
قال رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو أن الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، تشير إلى أن ما وصفه بـ"الإرهاب الإسلامي يهدد البشرية كلها" في الوقت الذي يخلط فيه بين منفذي هذه الاعتداءات والمقاومة الفلسطينية، وفق تصريحاته في الأيام الماضية.
واستثمر نتنياهو في أحداث باريس ومقتل أربعة يهود على يد كوليبالي في عملية حجز الرهائن، لإقناع المزيد من اليهود الفرنسيين بالهجرة إلى فلسطين المحتلة، قائلاً قبل توجّهه إلى فرنسا، حسب وكالة "سما" الفلسطينية: "سأشارك في المساء في تظاهرة خاصة مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والجالية اليهودية في فرنسا. وسأقول هناك إن أي يهودي يرغب بالهجرة إلى إسرائيل سيُستقبل هنا بأذرع مفتوحة"، وأضاف "إسرائيل هي وطنكم".
وكانت إسرائيل أعلنت أن نتنياهو لن يشارك في المسيرة في باريس لأسباب أمنية، لكنه عاد وقرر المشاركة في أعقاب إعلان وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، المشاركة فيها، في تزاحم على خلفية الانتخابات الإسرائيلية.
وفي كلمة أخرى بثها التلفزيون، تحدث نتنياهو عن عملية احتجاز رهائن في محل لبيع الأطعمة الخاصة باليهود في فرنسا انتهت بمقتل أربعة رهائن يهود، مساء السبت الماضي، وأكد ليهود فرنسا أن "إسرائيل هي وطنهم".
وقال نتنياهو "إلى كل يهود فرنسا ويهود أوروبا أقول: "إسرائيل ليست فقط المكان الذي تتوجهون إليها للصلاة، بل دولة إسرائيل هي وطنكم" على حدّ زعمه.
وفي باريس، رد رئيس الوزراء الفرنسي على نظيره الإسرائيلي عند وصوله إلى تجمع في ذكرى ضحايا عملية احتجاز الرهائن في محل لبيع الأطعمة اليهودية، مؤكدا أن "فرنسا بدون يهود فرنسا لا تكون فرنسا".
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو كلف لجنة وزارية أن تبحث خلال الأسبوع الجاري سبل تشجيع هجرة اليهود الفرنسيين والأوروبيين إلى ما أسمته "إسرائيل"، أي فلسطين المحتلة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون، إن ليبرمان اجتمع السبت مع مسؤولين في وزارته وفي أجهزة الأمن "لمناقشة تعزيز الروابط مع زعماء الجالية اليهودية في فرنسا إضافة إلى أمن مختلف المؤسسات اليهودية" في هذا البلد.
واستهدفت عدة هجمات اليهود في فرنسا في السنوات الأخيرة من بينها مقتل ثلاثة أطفال ومعلّم في مدرسة يهودية في تولوز في 2012 بيد الإسلامي محمد مراح.
ويقول جهاز حماية الجالية اليهودية إن الأشهر السبعة الأولى من 2014 شهدت تصاعدا في الأعمال المعادية لليهود في فرنسا التي تضاعف عددها تقريبا (91 بالمئة) بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2013.
وكانت فرنسا في 2014 وللمرة الأولى منذ إعلان قيام ما يُسمى "دولة إسرائيل" بفلسطين المحتلة في 1948، أول بلد هجرة إلى "إسرائيل"، إذ غادرها أكثر من 6600 يهودي للاستقرار في "الدولة" العبرية المعلنة بفلسطين المحتلة مقابل 3400 عام 2013.
ويشكّل يهود فرنسا الذين يقدر عددهم بنحو 500 إلى 600 ألف، أكبر جالية يهودية في أوروبا والثالثة في العالم بعد "إسرائيل" والولايات المتحدة.
من جانب آخر، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف" أن وكلاء من جهازي الشاباك والموساد الإسرائيليين غادروا فلسطين المحتلة إلى فرنسا للمساهمة في "تعزيز الحماية على المؤسسات الإسرائيلية واليهودية هناك".
وأضافت الصحيفة، انه من المتوقع أيضا أن "يشارك الإسرائيليون نظراءهم الفرنسيين الخبرة والتجربة التي اكتسبوها في مكافحة الإرهاب" حسب قول الصحيفة.
إيقاف مشتبه بهما وفتح تحقيق
حريقٌ في مقرّ صحيفة ألمانية نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول
أعلنت الشرطة الألمانية أمس الأحد، أن صحيفة تصدر في هامبورغ (شمال ألمانيا) نشرت رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، استهدفت بعبوّة حارقة لم تسفر عن إصابات.
ويأتي هذا الهجوم، بعد أيام قليلة من الهجوم على الصحيفة الأسبوعية الفرنسية "شارلي ايبدو"، التي استهدفت يوم الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل 12 شخصاً، منهم شرطيان و10 صحفيين ورسامي كاريكاتير، ولاحقاً تمّ قتل منفذي العملية.
وقال ناطقٌ باسم الشرطة الألمانية "إن حجارة، ثم عبوة حارقة ألقيت عبر نافذة" لصحيفة "هامبرغر مورغنبوست"، ما أدى إلى بداية حريق. وأضاف أن "غرفتين تضرّرتا، لكن النيران أخمدت على الفور". وأضاف أن "شخصين أوقفا وفُتح تحقيق"، بدون أن يذكر أي تفاصيل أخرى.
وكانت الصحيفة نشرت على صفحتها الأولى، ثلاثة من الرسوم التي جاءت من صحيفة "شارلي ايبدو" التي قتل منفذا العملية فيها الأربعاء 12 شخصا بينهم خمسة من الرسامين الرئيسيين للكاريكاتير.
وقال الناطق باسم الشرطة إنه "من المبكر جدا" تأكيد أن الهجوم على الصحيفة مرتبط بنشر الرسوم، لكنه أكد انه "سؤال حاسم" سيرد عليه التحقيق.
من جانب آخر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمجموعة من الهاكرز الشهيرة "أنونيموس" يتحدثون اللغة الفرنسية، وهى تبث رسالة تهديد ووعيد لتنظيم "داعش"، وذلك بعد هجوم مجلة "شارلى إيبدو" الفرنسية الساخرة.
وبثت أنونيموس فيديو إلى "القاعدة" وجميع المنظمات الإسلامية المسلحة يتوعد فيه بالانتقام لضحايا المجلة، وذلك عن طريق عملية جديدة تسمى عملية "شارلى إيبدو"، مستخدمة هاشتاغ "OpCharlieHebdo" لتداول أخبار العملية عليه، كما أكدت الأنونيموس بأنها ستقوم باستهداف جميع حسابات المتطرفين والتنظيمات المتشددة على مواقع التواصل الاجتماعي.
قالوا إنه يجب ألا يُشتم النبيّ
تلاميذ فرنسيون يرفضون التعاطف مع شارلي إيبدو
وراء الصدمة التي واجهتها فرنسا طيلة ثلاثة أيام من الرعب، والتي كان الرد عليها بشعار "أنا شارلي"، هناك مشاعر، صحيح عبّرت عنها أقلية، لكنها تطعن في فكرة إجماع المجتمع الفرنسي في إدانة الاعتداءات.
وقال أستاذ في ثانوية بضاحية كليشي بباريس لوكالة الأنباء الفرنسية: "يجب أن لا نغطي الشمس بالغربال، أنا مصدوم لأن قسما من التلاميذ رفض الوقوف دقيقة صمت الخميس الماضي ترحّما على ضحايا الاعتداء على شارلي إيبدو".
وقد أثار نشر تلك المجلة الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في 2012 موجة استنكار في العالم الإسلامي. وروى الأستاذ ردود التلاميذ على موضوع "أصحاب شارلي إيبدو يستحقون ما جرى لهم" و"لا يجب قتلهم لكن لا يجب شتم النبيّ".
وروت باربرا لوفيفر أستاذة التاريخ والجغرافيا ومؤلفة كتاب "مناطق الجمهورية" عن تنامي معاداة السامية والتمييز على أساس الجنس والعنصرية في مدارس ضواحي كبرى المدن، أحداثا من هذا القبيل استقتها عن زملائها.
وقالت إن بعضهم رفض الوقوف دقيقة صمت "على اليهود وأعوان الشرطة".
وفي إحدى الثانويات الباريسية حمل بعض التلاميذ شارة كتب عليها "أنا سعيد" في إشارة إلى أحد الأخوين كواشي اللذين ارتكبا مجزرة "شارلي إيبدو".
وأحصى وزير التربية الوطنية "بعض حالات تشويش على دقائق الصمت وقف فيها التلاميذ في حوالي سبعين مؤسسة تربوية من أصل 64 ألفا".
وعلى شبكة تويتر التي طغت عليها رسائل "أنا شارلي" في كل أنحاء العالم في خطوة تنديد بالاعتداء على المجلة، وردت دعواتٌ إلى نشر شعار "أنا كواشي" و"أنا كوليبالي" (مرتكب عملية احتجاز الرهائن الدامية في سوبرماركت يهودي في باريس) منذ مساء الجمعة.
وفي أحد أحياء بيزنسون الشعبية أطلقت مفرقعات وألعاب نارية احتفالا بالاعتداء على شارلي إيبدو، على ما أفادت الصحافة المحلية.
ومنذ مساء الأربعاء سرى شعار "أنا لست شارلي" على الإنترنت، لا سيما عبر تغريدات على تويتر لأشخاص ينتمون إلى التيار الإسلامي المتطرف، وكذلك من أشخاص ينتمون إلى اليمين المتطرف والمعادين للمجلة الهزلية.
وقال الرئيس الفخري للجبهة الوطنية (يمين متطرف) جان ماري لوبن السبت: "آسف، أنا لست شارلي" معربا عن الأسف "لوفاة 12 مواطنا" في الاعتداء على المجلة.
بقلم: زينب بن زيطة / سعيد عبد الغني /عبد السلام سكية / ناصر / م.ع