كل خميس يختتم بيان مجلس الوزراء الأسبوعي بمتتالية من "الاجراءات الخصوصية" والتسمية هنا تدل على المسمى لأن تلك الاجراءات خصوصية فعلا لكي لا نقول زبونية فالمعتاد في دولة مؤسسات أن تكون هنالك مسارات مهنية من علامات مرورها التأهيل العلمي والخبرة والاستعداد والكفاءة والعدل بين الطامحين وتوصيف الأشخاص والمهام لكي يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لأنجاز المأمورية المطلوبة بالوسائل المرصودة.
لكن هذه المسارات المهنية اندثرت معالمها منذ عقود من الزمن وفتحت مسارات أخرى التفافية وشعبوية مشخصنة ، لا تخضع لأي معيار مهني أو علمي أو منطقي يحاول مالك السلطة التعيين من خلالها أن يقول بأنه الكل في الكل يمنح الترقية لمن لا يستحق ويحجبها عن من يستحق في غياب أي توصيف للمهام وأي تقييم للأداء.
تنبع روافد المجرى الزبوني المشخصن من تهيؤات وهمية تذكيها حراكات لوبيات نفعية تحوم حول من يمارس حقيقة السلطة ويتحكم بالتالي في الأرزاق والأعناق.
فهذا يعين رغم عدم أهليته في وظيفة فنية بالغة الحساسية لمعيار واحد هو تصور تمثيله الوهمي لقبيلة أو جهة فيصبح أداؤه منصبا على تأمين ما ينفع الجهة ولا يغضب ولي النعمة.
وذاك يعين لأنه تفوه عبر برنامج مباشر على احدى القنوات المهترئة بخزعبلات صادفت هوى في نفس ولي الأمر الذي عجز هو وأعوانه عن توفير آلية مقبولة لانتقاء الصالح من الطالح.
وثالث يعين لكي يبتلع لسانه ويصمت.
ورابع يعين لتمرير مصالح آنية لبعض المقريين المحظوظين.
وخامس يعين على جناح السرعة لأنه نال قدحا وقذفا من معارضين وأشخاص مناوئين.
كلهم يعينون تقديرا لولاءات هلامية ، ونادرا ما يعينون للكفاءات أو لتكليف بإنجاز عمل وطني مهم يخدم المجموعة الوطنية.
وإذا نظرتم إلي مستوى المجالس الادارية والهيئات المداولة في كبريات المؤسسات وجدتم العجب العجاب .. كل جيف الأنظمة السياسية الماضية وأريبضات التصفيق والنفاق مركونة هناك برواتب مغرية وبامتيازات لا مبرر لها على الاطلاق.
وفي واقع كهذا لا ينتظر كبير أداء من المرافق العمومية وتتصاعد هجرة الكفاءات والأطر نحو الخارج وتتزايد معدلات بطالة الأطر وتتحول الادارة العمومية إلي ودادية خاملة لمجموعات من الواصلين تدير ظهرها للمصلحة العامة .. ولكم ولنا أن نتساءل من المسؤول؟ ومن المستفيد؟ وإلي متى سيستمر الحال على ما هو عليه؟
الأيام كفيلة بالإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها وهي حبلى بالمفارقات.
نقلا عن صفحة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed