يحدث أن تهدر الدولة أموال الشعب في تكوين ثلاثين كاتبا صحفيا (والكاتب الصحفي هو أعلى درجة في قانون الوظيفة العمومية في سلك الإعلام) على امتداد ثلاث سنوات في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء.. ثم ترسلهم إلى وسائل الاعلام العمومية (قناة الموريتانية والإذاعة والوكالة الموريتانية للأنباء)..
غباء هذا؟ عبط؟ أو استعباط؟
ملاحظاتان وأسئلة:
أولا: المؤسسات آنفة الذكر مستقلة (نظريا) ولا تتبع بأي حال من الأحوال لنظام الوظيفة العمومية، فبأي قانون ترسل الدولة موظفيها للعمل في مؤسسات مستقلة تكتتب يوميا عمالها بنفسها؟ وكيف ترسل هؤلاء بيدٍ، وباليدالأخرى تستعيد موظفين آخرين (الأساتذة والمعلمين)؟ معادلة تحتاج إلى حل في المجموعة "الواقعية"..
ثانيا: الطريق إلى التلفزة أو الإذاعة لا يتطلب عادة المرور بمقاعد الدراسة سبعَ سنوات بعد البكالوريا (وهي على أقل تقدير مؤهلات هذه الدفعة، (بينما يحمل حوالي ثلثهم شهادة الدكتوراه مضيفا إليها ثلاث سنوات من التكوين في المدرسة الوطنية للإدارة)..
فكيف نستسيغ عقلا أن شخصا يسلك طريقا يأخذ من عمره سبع سنوات ليصل إلى نقطة تحتاج نصف يوم للوصول؟
فأن تكون صحفيا في إذاعة موريتانيا لا يستغرق الا أن تسلك المسافة بين بيتك ومبنى الإذاعة مضافا إليها المسافة إلى الاستديو، ثم تجلس أمام ميكرفونٍ وتقول: إحم إحم أعزائي المشاهدين أو أعزائي المستمعين باط :) رمز تعبيري
فتصبح صحفيا إذاعيا كائنا من تكون.
قليلا من الحكمة يا حكومتنا الموقرة..
ملاحظة صغيرة جدا ولكنها مهمة بالنسبة لي:
يمكنني أن أضيف أن هدفي هنا ليس الإساءة لرفاقي وأصدقائي وزملائي وبعض من أساتذتي في الإذاعة الوطنية.. كنت أطرح مثالا (موجودا بالفعل) ولكنه لا يلغي أن بالإذاعة صحفيين رائعين أيضا..
نقلا عن صفحة الشاعر محمد ولد إدومو على الفيسبوك