حملة شرسة تلك التي تقودها سعوديات ضد المرأة المغربية عبر "تويتر"، عبر وَسْم (هاشتاغ) "بدلها بمغربية"، الذي يوجهن من خلاله إهانة كبيرة وسيلا من الشتائم لها، على اعتبار أنها تسرق الأزواج، وهو ما لم يرق حقوقيات مغربيات انتقدن الأمر، بل واعتبرنه يدخل في إطار العنصرية، و"الجهل بالواقع".
وانتقدت فوزية العسولي، رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، هذا النوع من الحملات التحريضية التي قالت إنها مبنية على فكر وصفته بـ"البسيط"، قائلة إنه "يأخذ حالات استثنائية ويعممها، ويبحث عن ضحايا لتهييج الرأي العام ضد تلك الحالات"، منبهة إلى أن ما يوجه للمغربيات من شتائم مبني على "عنصرية وجهل بالواقع".
وأوضحت العسولي، في تصريح لهسبريس، أن الهدف من هذه الحملات هو غض النظر عن واقع المرأة السعودية المتسم أساسا بـ"دونيتها، وهضم حقوقها السياسية والمدنية"، على حد تعبيرها.
وانتقدت العسولي واقع السعوديات الحقوقي، معتبرة أنهن ليس لديهن الحق في العيش كـ"إنسان كامل الحقوق"، مؤكدة أن السائد في المملكة العربية السعودية في هذا المجال هي "قوانين وثقافة ذكورية إقصائية، تشيئ المرأة، وتلغي كرامتها ووجودها الإنساني؛ ما يعد من بقايا عهد العبودية"، حسب قولها.
من جانبها اعتبرت عزيزة البقالي، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، أنه ليس هناك أي داع لانتشار مثل هذه الحملة، رابطة الموضوع بوجود "أياد مغرضة تريد أن تعكر صفو المغرب، وتؤثر على موقعه".
وقالت البقالي، في تصريح لهسبريس، إن الأمر لا يعد سوى "سحابة خفيفة لن تخيف بلدا يشق طريقه في اتجاه مستقبل أكثر استقرارا وأكثر رسوخا في مجال الديمقراطية، ومتقدم في المجال التنموي في جميع المجالات".
وأكدت المتحدثة أن الإهانة لا يمكن أن تكون أسلوبا للتعبير الحضاري عن المواقف، قائلة: "لا أظن أن السعوديات العاقلات يمكن أن ينهجن هذا الأسلوب، بحكم العلاقات الطيبة التي تجمع بين البلدين".
وأشادت البقالي بالمرأة المغربية قائلة: "النساء المغربيات غنيات عن التعريف بمساهمتهن القيمة في تنمية مجتمعهن، وبحضورهن في كل المحافل الدولية، على مختلف الأصعدة، سواء سياسيا أو فنيا أو ثقافيا أو حتى علميا".
هسبريس - أمال كنين