شهدت مدينة كيفه يوم أمس ال 9 فبراير 2016 وقوع احتجاجات متزامنة حولت مبنى الولاية إلى ساحة ملتهبة تعج بالمواطنين المحتجين وقوات الأمن .
ففي في وقت مبكر من نفس اليوم قام حاكم كيفه صحبة جرافة كبيرة وفصيل من الحرس والشرطة بالتوجه إلى المحلات التجارية التي دمرتها السلطات في 16 يناير المنصرم قبالة المستشفى الجديد بشكل جزئي بحجة عدم الترخيص وسوتها بالأرض بحضور المئات من المواطنين الذين يملكون هذه المحلات، والذين تجمهروا قرب العملية منددين بما يحدث وهاتفين بالشعارات التي تهاجم الوالي وتتهمه بتصفية الحساب وتعمد الإضرار بهم؛ وهم الذين يرون أنهم بنوا هذه المحلات بموجب اتفاق تنازلوا فيه عن مئات الهكتارات لصالح إقامة المستشفى الجديد وقد أمهلوا حتى انفقوا أموالا كبيرة في البناء وفور انتهائه تباغتهم الإدارة دون سابق إنذار وتهدم ما بنوا في طرفة عين.
لقد استشاط هؤلاء غضبا فتوجهوا من مكان تدمير المحلات مباشرة إلى مكتب الوالي في مسيرة بالسيارات وعند باب الولاية رددوا نفس الشعارات وطالبوا بلقاء الوالي وخلال ذلك حدث احتكاك بين بعض الشبان وعناصر من الحرس فتم الاستنجاد بمدد جديد من الحرس تدخل بعنف وفرق المحتجين واعتقل منهم عددا.
وما إن تمت السيطرة على الوضع وأبعد المحتجون عن أبواب الولاية تصل إلى المنصة الرسمية مسير أخرى راجلة ترفع اللافتات و تهتف في مكبرات الصوت.
إنهم سكان قرية "ابروده" بمقاطعة بومديد والتي تبعد 100كم شمال مدينة كيفه.
هؤلاء بدورهم يمتلكون سدا زراعيا كبيرا هو مصدر رزقهم وسبب استقرارهم في تلك المنطقة المعزولة الطاردة وقد عبثت ببنائه إحدى الشركات قبل 4 سنوات ثم تهدم عند أول مطر ومنذ ذلك التاريخ وهؤلاء السكان يطرقون كل باب حكومي كي يجدوا حلا "لسلة غذائهم الوحيدة" دون جدوى.
وفي الصيف الماضي وقف رئيس الجمهورية على السد وتعهد لأهله ببنائه غير أن السكان لم يلمسوا جديدا أيضا هذه المرة رغم أن التعهد جاء من رأس السلطة. فقرر هؤلاء الخروج في مسيرة راجلة تمر بكيفه وتواصل حتى انواكشوط.
لقد استفادت السلطة الإدارية بشكل سريع من درس الاحتجاج الأول فقررت امتصاص الثاني إذ خرج فورا مدير ديوان الوالي محاطا بالمستشارين بالولاية واستقبلوا مسيرة "ابروده" وطلبوا الحديث وهناك طمأن مدير ديوان الوالي المحتجين على قرب بناء السد وذكر أنه في طور المناقصة وعندها قرر المحتجون العدول عن المواصلة إلى انواكشوط وفض الاحتجاج لإعطاء فرصة جديدة للسلطات.
هو يوم ساخن بمدينة كيفه خرج فيه المئات من أصحاب المظالم الغاضبين ولسان حالهم يقول" نريد الحياة بلا ظالمين" هذا اليوم المشهود سبقته احتجاجات تجار سوق الجديدة وتجار الماشية والجزارين على ممارسات البلدية في نهاية الشهر الماضي، فهل نحن أمام وعي "شقي" وحراك له ما بعده أم أن الأمر هو أحداث محدودة ومنفصلة لا يكلف وأدها إدارة "المخزن" إلا تصرفا زهيدا.
نقلا عن وكالة كيفه للأنباء