أخيرا أعلن التعديل الوزاري المرتقب وبدأت الآراء حوله فانتزع الصدارة الاعلامية من موضوع المخدرات.
جاء التعديل غريبا وطغى عليه المنطق القبلي الاتني التلفيقي وكأن الحكومة مجرد كعكة تتقاسمها القبائل المحظوظة.
البعد القبلي لا يحتاج إلى ميكروسكوب يكفى أن تلاحظ طرفي المتلازمة التالية:
ــ خرج بولاري ودخل بولاري
ــ خرج كنتاوي ودخل كنتاوي
ــ خرج علوي ودخل علوي
ــ خرج مشظوفي ودخل مشظوفي
وكأن القبيلة باتت المعيار الوحيد وكأن القطاعات الوزارية باتت مسومة لقبائل بعينها.
وكأن معيار الكفاءة والخبرة والنزاهة والاستقامة لم تعد ذات بال.
وكأن الموضوع برمته موضوع ترقيع وتلفيق وتعديل لأجل التعديل ولأجل مشاغلة الاعلام لبعض الوقت.
المحزن أنه في موريتانيا توجد حوالي 3200 قبيلة ومجموعة اجتماعية متميزة ، وحينما يكون معيارك تمثيل دزينة منها فإنك تقصي أزيد من 3000 ونيف بصورة متوازية "عادلة" تعني ذلك أن البلد سيستمر تحت إدارة منطق متخلف حتى نهاية الألفية الثالثة.
وفي جميع الأحوال يحق للرأي العام وفق المنطق الديمقراطي أن يعرف أسباب إقالة من تمت إقالتهم ومسوغات تصعيد من تم تصعيدهم لكي لا يتحول الموضوع إلى لعبة كراسي تبدأ من حيث تنتهي وتنتهي من حيث تبدأ.
وبعد أين نحن من حكومة الكفاءات؟
أين نحن من حكومة الخبرات؟
أين نحن من مقاربة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؟
متى تتوقف كل هذه الهرطقات العبثية العقيمة التي لا تزيد الأمور إلا تعقيدا وتخيب آمال المواطن في ممارسة حكامة ناجحة.
أين نحن..؟؟؟؟
نقلا عن صفحة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed