عرف الملك الراحل الحسن الثاني بكونه رجل تدرج في أسلاك الدبلوماسية، والعلاقات المبنية على الذات أحيانا، وعلى المصالح أحيانا أخرى وهو ما أهله لنسج علاقاته دولية طيبة مع جل زعماء الدول العظمى.
وبخصوص علاقات الحسن الثاني مع رؤساء الدول العربية أفرد الأمير هشام في كتابه ” الأمير المنبوذ” فصولا متعددة للحديث عن علاقة الحسن الثاني بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين فقد كان الملك الراحل في حالة صدمة كبيرة حين علم بقيام صدام حسين بغزو الكويت يوم 2 غشت 1990، واستغرب كثيرا كيف أن قناة فضائية سبقت الأجهزة الاستخباراتية في نقل الأحداث، ولهذا أمر بوضع ” بارابولات” في الديوان الملكي و حتى في غرفة نومه لكي يتابع أخبار الحرب بشكل مباشر على قناة سي إن إن.
وكان الحسن الثاني يسر للأمير بأن تقارير هذه القناة أكثر مصداقية من ما يقولونه له في القيادة العامة للجيش.
ثم يحكي الأمير عن المفارقة التي وقع فيها الحسن الثاني حين اصطف مع السعودية و الحلفاء الغربيين ضد صدام .
ويحكي الأمير كيف أن الحسن الثاني كان يحتقر صدام و يعتبره مجرد بدوي يحيط به مستشارون لا يعرفون قول كلمة لا.
ويضيف الأمير أن الحسن الثاني وقبل بدء الهجوم الأمريكي على العراق بخمسة دقائق ألقى خطابا طويلا في التلفزة يطلب فيها من صدام الخروج من الكويت قبل انتهاء مهلة القوات الدولية.
بقلم: أحمد اركيبي