قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)..
إلي وإليكم معاشر الدعاة والوعاظ..
عبارة في القرآن تحتاج منا لتركيز وانتباه وتدبر؛
قال تعالى : ( فتزل قدم بعد ثبوتها )؛ لم يقل : بعد تذبذبها ؛ بل قال : بعد ثبوتها
الحياة فتن .. والثبات صعب.. فاسأل الله الثبات من قلب صادق.
( الثبات ) : لا يكون بكثرة الاستماع للمواعظ ولا كثرة إلقائها إنما يكون : ( بفعل ) هذه المواعظ وتطبيقها في واقع الحياة؛ قال تعالى : ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ).
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم واستعملنا في طاعتك وما يرضيك عنا يا كريم.
قيل للشيخ ابن باز رحمه الله : ياشيخ ، فلان انتكس ، قال الشيخ : لعل انتكاسته من أحد أمرين :
اﻷول : أنه لم يسأل الله الثبات،
الثاني : أنه لم يشكر الله على نعمة الإستقامة.
فحين اختارك الله لطريق هدايته ، ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ، بل هي رحمة منه شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة ، لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ، ولا تنظر باستصغار لمن ضلّ عن سبيله ، فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه.
أعيدوا قراءة هذه الآية بتأنٍ : ّ﴿ ولوﻵ أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ﴾
إياك أن تظن أن الثبات على الاستقامة أحد إنجازاتك الشخصية .. تأمل قوله تعالى لسيد البشر : "ولولا أن ثبتناك" فكيف بك !!؟.
نحنُ مخطئون عندما نتجاهل أذكارنا ، نعتقد أنها شيء غير مهم ، وننسى بأن الله يحفظنا بها
يقول ابن القيم : ( حاجة العبد للمعوذات أشدُ من حاجته للطعام والشراب واللباس )
داوموا على اذكاركم لتُدركوا معنى : احفظ الله يحفظك،
تحصنوا كل صباح ومساء ؛ فالدنيا مخيفة .. وفي جوفها مفاجآت .. والله هو الحافظ لعباده.
جعلني الله واياكم في حفظه ورعايته ، وثبتني الله وإياكم على صراطه المستقيم.
آمين
منقول من رسالة وردتني على الواتساب بتصرف يسير.
نقلا عن صفحة الأستاذ محمد سالم بن دودو على الفيسبوك