لا نمتلك قاعة واحدة لاستضافة قمّة جهوية، أحرى دوليّة. لا مسارح لضمِّ الوفود ورصِّ المترجمين وإمتاع الصحفيين. ستتقاتل اللجان التنظيميّة كما تتعارك الحمير. وسيفسِد الـVIP الكثر، الحائزين على رخص العبور، كلّ شيء. أوه، لا أريد التفكير في رائحة العرق والمجانين الذين يصرخون في هواتِفهم في الأروقة كأنّهم يتحدّثون في مهرجانات سياسيّة وأبناء وبنات المجتمع المخملي الباحثين والباحثات عن صور تذكاريّة مع الرؤساء. كلّ هؤلاء سيفسِدون للود قضيّة. وستتشتّتُ الوفود على فنادق المحسوبيّة وتضلُّ طريقها إلى رفاقِها في القمة. وستتأجل أعمال القمة حتّى المساء. ضجيج كبير سيسود. وزيدان، ياعيني على زيدان.
معظم القادة العرب سيعتذِرون عن المجيئ لأنّهم لا يريدون قمّة عربيّة يُشارِك فيها المختار بلمختار بلّعوَرْ أو أبو يونس الليبي. لا أحد يريد 6 أكتوبر المصري. وستكون هذه فرصة لرئيس الجيبوتي لإظهار نجوميّته. وربّما تظفر قناة "شنقيط" في استضافة نائب وزير خارجية جزر القمر.
لقد قبِلنا بشجاعة استضافة القمة العربيّة. والآن بعد انتهاء قشعريرة "عراي اسروز" و"فاقو" لنفِقْ. ليس أمامنا غير استضافتِهم في الخيام والسراديق (آكَواطين) على "عِلب" من أعلاب لكصر. ولنا عزاء في النسيم والمُحيط. ويمكن أن نُقدِّمَ الزبادي الموريتاني واشنين والتّمر الجيّد والقديد المدهّن. للأسف لم يبقَ عندنا فنّانون. ولكن البركة في محمد ولد الميداح. على الأقيل سيطيرُ النّعاس من أعينِهم، قبل أن يهجم عليهم بلّعور.
سيكون يوماً من أيام العرب.
نقلا عن صفحة الأستاذ عباس أبرهام على الفيسبوك