بمناسبة تواجده في موريتانيا خص رئيس اللجنة التنفيذية للبوليساريو خط الشهيد المحجوب السالك "الرأي المستنير" بمقابلة تطرقت للأوضاع السياسية والانسانية التي تعيشها المخيمات الصحراوية ، وإلي علاقته بالرئيس الحالي للبولساريو عبد العزيز ، والحكم الذاتي في الصحراء الغربية ، والموقف الموريتاني من قضية الصحراء الغربية.
وهذا نص المقابلة التي اجرتها "الرأي المستنير" مع زعيم خط الشهيد.
الرأي المستنير: هل لكم أن تعطونا لمحة موجزة عن شخصكم وعن تاريخ نضالكم في جبهة البوليزاريو ؟
المحجوب ولد السالك : أنا من مواليد العام 1956 بالحكونية الصحراء الغربية ، حيث تلقيت هنالك تعليما محظريا قبل أن انتقل إلي الطنطان وأكادير لأتابع تعلمي الإعدادي والثانوي ، عضو مؤسس في التنظيم السري " الجنيني " الذي يشكل النواة الحقيقية لجبهة البوليزاريو التي تأسست في العام 1973... التحقت بالجبهات القتالية في جيش التحرير ضد المستعمر الاسباني ، وكنت مكلفا بالمحافظة السياسية في الجيش ، وبعد أن فتحت لنا الجزائر باب العون والدعم في نهاية العام 1974 كنت ضمن قيادة أول دفعة عسكرية تكونت في الجزائر رفقة الرئيس محمد عبد العزيز .
الرأي المستنير: وهل ما زلت ترتبط بعلاقة بالرئيس عبد العزيز ؟
المحجوب السالك : لا، بعد وفات الشهيد الولي تولي عبد العزيز القيادة ، ولم يكن يوما على مستوي المهمة ولا المسؤولية زيادة على عقليته القبلية، التي تجعله يحكم على الأفراد ليس على مقدراتهم وإنما إنتماءهم القبلي، زيادة على الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والتي ذهب ضحيتها اكثر من 650 مفقود في سجونه السرية، من بينهم موريتانيون جاؤوا للثورة دعما وتعاطفا مع ابناء عمومتهم من مجتمع البيظان... مما دفع بنا إلي تقديم احتجاجات لديه بعدم الرضي عن ممارساته التي تخالف نهج الشهيد الولي وكذا مبادئ الجبهة الشعبية، فكانت النتيجة أن كنت ضحية جديدة في سجونه السرية، لمدة 6 سنوات وكنت تحت التعذيب بشتى صنوفه ولا أحد يعرف عني أي شيء حتى أهلي وزوجتي. وبعد إطلاق سراحي في العام 1989 واصلت النضال ضد نفس القيادة . اضف لذلك عدم احترام حقوق الإنسان ،عدم احترام حرية التعبير والرأي الآخر، عدم وجود عدالة وديمقراطية داخل مؤسسات جبهة البوليزاريو ، استبداده بالسلطة اللامتناه وقفوه الدائم في وجه تجديد الدماء في دماغ الجبهة الذي أدي في النهاية إلي إصابتها بالشلل وهذا ما اكده بالملموس مسرحيته الأخيرة التي سماها مؤتمرا، والتي جعلت منه اقدم رئيس في العالم حيث يتواجد في الكرسي منذ اكثر من 40 سنة... .
الرأي المستنير: ما هو موقفكم من الحكم الذاتي ؟
المحجوب السالك : نحن مع الشعب الصحراوي في طموحه لتقرير المصير، لكن الحكم الذاتي يبقي مجرد حبر على ورق وبالتالي فالحديث عنه غير وارد، ما دام لم يتم تنزيله ميدانيا بارض الصحراء الغربية... ورغم ان قيادة البوليساريو قد وضعتنا أما خيار مر وهو إما البقاء في لحمادا الجزائربة الى ما لا نهاية له، او الحكم الذاتي، فإننا كصحراويين نفضل الحكم الذاتي فوق وطننا بدل الحكم الذاتي الذي فرضه علينا محمد عبد العزيز في مخيمات اللجوء وفوق التراب الجزائري... .
ماذا تعولون على الزيارة المرتقبة للأمين العام الأممي بان كي مون؟
في الحقيقة نحن فقدنا الثقة في الأمم المتحدة بعد اكثر من اربعين سنة من تواجدها بالصحراء الغربية، وبعد ان انفقت اكثر من مليار و600 مليون دولار على قواتها ولم تقدم الحل ولا خطوة واحدة نحو الأمام، ورغم ذلك وجهنا رسالة للسيد الأمين العام طالبين لقاءه لنضعه في الصورة الحقيقية للنزاع بعيدا عن المافيات المستفيدة من هذا النزاع سواء في قيادة البوليساريو او المغرب او الجزائر... قيادة البوليساريو تبيع الأحلام للشعب البريء في المخيمات، فبعد كذبة سنة الحسم، وبعد ذلك مسرحية المؤتمر التاريخي، الان يخدرون الناس بان الامين العام سياتي بالحل وهي كذبة مكشوفة في اقرب وقت، فهو ليس اول امين عام يزور الصحراء، فقد زارها قبله بيريث ديكويلار، وبطرس غالي، وكوفي عنان، ومن دون نتيجة تذكر، وهذا في زيارته الحالية لن يكون افضل منهم.
الرأي المستنير: انتم في خط الشهيد ما تعليقكم على الموقف الموريتاني من النزاع في الصحراء الغربية؟
المحجوب السالك : الدولة الموريتانية، وهي نواة مجتمع البيظان الذي فرقه المستعمر بحدود مفبركة، موقفها اليوم موقف حيادي، رغم اننا نحن في خط الشهيد نطلب منها ان تلعب دورا رائدا للحوار والمصالحة بين اطراف النزاع بالصحراء الغربية، فموريتانيا معنية بهذا النزاع الذي تربطها معه حدود باكثر من 1500 كلم، أضف إلى ذلك ان الدولة الموريتانية، كانت ممن وقع إتفاقية مدريد 1975 حول الصحراء الغربية، لهذا نتمنى من المجتمع المدني الموريتاني ان يكون بحكم موقفه المحايد سباقا لعقد ندوات حوار بين الأطراف على مستوى النخبة السياسية المثقفة بالمغرب العربي للبحث عن سبل حل لهذا النزاع الذي طال اكثر من اللازم وضحيته عائلات مشتتة طيلة اربعين سنة، ومغرب عربي مجمد نتيجة لهذا الصحراء، بينما المطلوب من الحكومة الموريتانية القيام بالوساطة بين اطراف النزاع، وخصوصا المغرب والجزائر والبوليساريو لتقريب وجهات النظر وحل المشكل بما يتماشى وتحقيق المغرب العربي الكبير...
الرأي المستنير: هل لديكم كلمة أخيرة ؟
المحجوب السالك : في الأخير انا في موريتانيا الشقيقة وبلدي الثاني، بلد العلماء والفقهاء والصلحاء والشرفاء، واولياء الله، اتوجه باكف الضراعة إلى الله عز وجل ان ينهي هذا النزاع ويجمع شمل هذه العائلات المشتتة منذ اكثر من 40 سنة، وإقامة المغرب العربي الكبير كدولة للجميع يعيش فيها الإنسان المغاربى حرا كريما مرفوع الراس في دولة للحق والقانون بعيدا عن العصابات التي تتخذ من النزاعات ارضا خصبة للمتاجرة بمعاناة الأبرياء.