كنت شخصا جديدا نسبيا واردت ان آخذ فرصتي: ربما اصدقائي السجناء مخطئين ولكني اصطدمت بالجدار القرميدي نفسه كما اصطدم الآخرون وبدأت حالة القلق تتعاظم لدى السجناء بسبب وضعهم وبسبب غياب الاجراءات القانونية المتوقعة حتى ان الوضع ازداد سوءا مع استخدام الاساليب المؤلمة في التعذيب لانتزاع المعلومات من المعتقلين.
حوالي منتصف سبتمبر 2002 جرني احد .................................................................................................................... الى التحقيق وقدموا انفسهم على انهم الفريق الذي سيقوم على تقييمي للشهرين القادمين.
كم من الوقت سيستمر التحقيق معي؟
طالما لدى الحكومة اسئلة توجهها اليك.
كم سيستغرق الوقت؟
استطيع ان اخبرك فقط بأنك لن تقضي اكثر من خمس سنوات هنا قال ......................... كان هذا الفريق يتواصل معي من خلال مترجم عربي بدا انه .................................
ألن تطرح الاسئلة نفسها علي مرات عديدة؟
كلا لدينا اسئلة جديدة.
ولكن تبين أنهم يسألونني الاسئلة ذاتها التي طرحت علي في السنوات الثلاث الاخيرة ومع ذلك كنت اتعاون معهم على مضض بصراحة لم أجد اية فوائد في التعاون اردت فقط معرفة كم ستطول الامور والى اين تتجه.
في نفس الفترة تقريبا جرني محقق ................................................... الى التحقيق. كان ............................................... له لحية قصيرة مشذبة وكان يتكلم بلكنة .......................................... كان مستقيما معي حتى أنه شاركني في ........................................................... عني كان ..................... مستقيما يتكلم ويتكلم ومن ثم يتكلم المزيد. كان مهتما بي ليجعلني اعمل لصالحه كما احاول مع آخرين من عرب شمال افريقيا.
في الخميس التالي رتبت لقاء مع ...................
هل ستتحدث اليهم.
نعم ساتحدث اليهم. تلك كانت الكذبة الاولى التي اكتشفتها لان .............. قال لي: لن تحقق معك حكومة اجنبية هنا فقط نحن الامريكان في الواقع سمعت ان العديد من السجناء يتم التحقيق معهم من قبل محققين غير امريكيين كـ .................................................................................................................................................................. يقدمون المساعدة للولايات المتحدة لانتزاع المعلومات من معتقلي الـ...................................
إن محققي ....................... و......................... هددوا بعض الذين يحققون معهم بالتعذيب عندما يعودون الى بلدانهم.
قال المحقق ..............................: آمل ان ادرك في مكان آخر لـ.....................................................
اذا التقينا في تركستان سنتحدث كثيرا قال المحقق...............................
لكي لم اكن خائفا من التحدث الى أي شخص كان فانا لم ارتكب اية جريمة ضد احد حتى انني اريد التكلم لاثبت براءتي بما ان الشعار الامريكي هو معتقلو غوانتانامو مدنيون حتى يثبت العكس.
كنت اعرف ما الذي ينتظرني عندما تحين الفرصة لـ............................. المحققين لافضي ما في صدري من كلام.
جاء اليوم الذي اخذني فيه الحراس الى...................................... حيث يقابل المعتقلون عادة ................................. ............................................................................................
سيدان .................................................. اثنان كانا يجلسان الى اطراف الطاولة نظرت اليهما وكانا مربوطين بارضية الغرفة. ........................................................................................................................................ الذي لعب دور المحقق السيء في اثناء التحقيق لم يعرفني بنفسه وهذا كان مخالفا تماما لـ ......................................................................... لقد جلسا فقط امامي كشبحين مثلهم في ذلك مثل جميع المحققين السريين.
هل تتكلم الالمانية ام سنحتاج الى مترجم؟ سأل ......................
اعتقد اننا لسنا بحاجة الى مترجم.
حسنا لابد أنك تفهم جدية القضية. لقد قدمنا من .............................. لاجراء لقاء معك لقد قتل اناس واصل العجوز كلامه.
منذ متى يسمح لكم بالتحقيق مع الناس خارج .........................؟
لسنا عنا لمناقشة الارضية القانونية لاسئلتنا.
حينئذ قلت: ربما اتمكن في المستقبل من التحدث الى الصحافة واصرفكما من العمل. مع انني لا اعرف اسميكما لكني سأتذكر صوركما مهما طال الزمن.
بامكانك قول ما تشاء لن تؤذينا نحن نعرف ما نفعل قال احدهم.
اذا واضح جدا ايها السيدان انكما تستغلان عدم قانونية هذا المكان لانتزاع المعلومات مني.
............................... صلاحي اذا اردنا ذلك بامكاننا ان نطلب من الحراس تعليقك على الجدار وضربك على قفاك.
عندما ذكر بطريقة ملتوية ما كان يفكر به اساس بدا قلبي بالخفقان لانني كنت احاول التعبير عن نفسي بحذر وفي الوقت نفسه اتجنب التعذيب.
بامكانك ان تخوفني ولكنك لا تتحدث الى طفل اذا ما واصلت الحديث معي بهذه اللهجة فبامكانك ان تحزم امتعتك وتعود ادراجك الى ................
قال .......................: لسنا هنا لمحاكمتك أو ترهيبك سنكون شاكرين لك اذا اجبت عن سؤالين فقط مما لدينا.
اسمعوا تعرفون انني عندما كنت في بلدكم لم اتورط في اية جريمة كانت مما تخافون اذا؟ كما ان بلدكم غير مهدد عشت في بلدكم بسلام ولم اعتد قط على ضيافتكم لي انا مدين لبلدكم بما قدم لي ولا اطعنكم في الظهر اذا اية مسرحية تريدون ان تمثلوها علي؟
..................... صلاحي نعرف انك بريء ولكن لسنا من اعتقلك بل الامريكان لسنا هنا بالنيابة عن الولايات المتحدة اننا نعمل لصالح .................................................. وفي الاونة الاخيرة افشلنا المؤامرات السيئة نعرف انك من المحتمل لا تعرف شيئا عنها ولكننا نريد ان نسألك فقط عن شخصين ..................................................... وسنكون شاكرين لن ان اجبت عن اسئلتنا.
انه لامر غريب أن تكونوا قد قطعتم كل هذه المسافة لتسألوني اسئلة تتعلق باشخاص من شعبكم هذان الشخصان هما من اصدقائي الحميمين اجتمعنا في جوامع واحدة ولكني لا اعرف ما ان كانا متورطين في اية عملية ارهابية.
لم تدم الجلسة اكثر من هذا سألوني عن اموري وعن حياتي في المعسكر ومن ثم غادروا مودعين لم ار .................... قط بعد ذلك في حين ظل ................................................. يسألونني.
هل تعرف هذا الرجل؟ سألني ...............................
كلا لا اعرفه اجبت بصراحة.
ولكنه يعرفك.
اخشى أن تكون بحوزتك اضبارة اخرى غير إضبارتي.
كلا لقد قرأت اضبارتك بالكامل.
هل بامكانك ان تريني صورته؟
نعم سأريك صورته غدا.
حسنا لعلي اعرفه باسم آخر.
هل تعرف أي شيء عن القواعد الأمريكية في المانيا.
لماذا تسألني هذا السؤال؟ أجبته بغضب لم اذهب الى المانيا لأدرس لاقواعد الأمريكية حتى انني لست مهتما بها باي شكل من الاشكال.
شعبي يحترم المعتقلين الذين يقولون الحقيقة قال ............................. بينما كان ............................... يدون الملاحظات.
التقطت اشارته بانه يقول لي انك كذاب بطريقة غبية انهيت الجلسة.
في اليوم التالي .................. ابقوني في ال .............................. واروني صورتين وتبين ان الصورة الاولى كانت لـ ........................................................... الذي اشتبه بانه شارك في هجمات الحادي عشر من سبتمبر والذي اعتقل ...................................................... والصورة الثانية كانت لـ .................................................... احد مختطفي الطائرات في الحادي عشر من سبتمبر. بالنسبة لـ ............................ لم أكن سمعت به قط ولم اره وايضا بالنسبة لـ ......................................... خلت أنني رأيت الرجل ولكن اين ومتى ليس لدي أدنى جواب.
اعتبرت ان الرجل لا بد أنه على قدر كبير من الاهمية بسبب ان ...................... كانوا يتلهفون لاكتشاف علاقتي به انكرت –نظرا للخوف- رؤيتي للشخص.
فكروا مليا ماذا كان سيحصل لي لو اني اعترفت باني رأيت هذا الشخص ولكن لا اتذكر متى وأين؟ أي محقق سيشتري هذه البضاعة مني ما من محقق ولأكن صريحا معكم كنت خائفا خوفي من الجحيم.
حجزني فريق ال ........................... مرة أخرى وفي اليوم التالي عرضوا علي صورة ............... فانكرت معرفتي بصاحبها كما فعلت قبل يوم انكاري لمعرفة رجل لا اعرفه حقا رأيته فقط لفترة وجيزة مرة او مرتين ولم يحدث بيننا شيء صب الزيت على النار كل انواع النظريات الوحشية بتورطي بهجمات 11 سبتمبر.
كان المحققون منكبين على العمل ويبحثون عن اية قشة يمكن التمسك بها ولم أرغب شخصيا في ان اكون تلك القشة بالضبط.
قال ..................................: ".............................................................................................................................................".
في الايام القليلة القادمة.
في تلك لافترة بالضبط قاموا بترحيلي الى ............................ حيث قابلت فيه ....................................................................................................................................................................... للمرة الأولى كان أحد المعتقلين النجوم ايا سمع .......................... قصتي وكأي ................. اراد الحصول على مزيد من المعلومات ومن جهتي كنت ارغب في التحدث الى الاشخاص المثقفين وبقدر ما استطعت التمييز فان ............................ كان شخصا لطيفا وكان يصعب علي ان اتصوره مجرما.
اقمت في ........................ مدة اسبوعين قبل ان ينقلوني الى .................................. الذي كان مليئا بالمعتقلين الاوروبيين ومن شمالي افريقيا.
وللمرة الأولى عرفت ........................ وال .................................................................................................................. ................................................................................................................................................................ في ...................................................................... من قبل كنت دائما اريد معرفة الي اين اسير ولماذا اتذكر ذات مرة ان الفريق المرافق رفض ان يخبرني الى اين يأخذونني توقعت أنهم يأخذونني لتنفيذ حكم الاعدام بي. عندما دخلت ..................................................................................................................................................................... كان برفقة مترجم عربي ......................................................... كان ضعيفا جدا في اللغة. .............................................................................................................................
وبعد يومين أخذوني إلى التحيقيق.
كيف حالك؟ قال ................... كانت قد مرت فترة طويلة على لقائي به.
جيدا!
.............................................. كنت في .............. عندما وافقت على ......................................................................................................................................................... في الآونة الأخيرة ثمة قضايا كبيرة معظمها بدأت بحالة اليأس لدى المعتقلين التحقيق اللانهائي عدم احترام القرآن الكريم من قبل بعض الحراس تعذيب المعتقلين لقضاء ليلة في غرفة باردة مع ان هذا الاسلوب لم يمارس في الآونة الأخيرة مثلما كان يمارس في وقت ......................... لذا قررنا ان نقوم باضراب عن الطعام اشترك فيه عدد من السجناء بما فيهم انا ولكني استطعت الاضراب عن الطعام لمدة اربعة ايام فقط حيث اصبحت شبحا بعدها.
لا تكسر اضرابك ستضعف المجموعة قالها لي الجار السعودي.
أخبرتكم يا ايها الرجال انني سأدخل في اضراب عن الطعام وليس الانتحار سأنهي اضرابي اجبته.
................................................................................................................................ من نوع الناس الصالح لاقذر الاعمال عندما يفشل العديد من الآخرين. كان ........................... حاقدا متشددا لقد غير كليا من سياسات الاعتقال في غوانتانامو بكل اوجهها.
........................................................................................................................................ يوم في الجنة وآخر في الجحيم ان معتقلين من هذا المستوى هم تحت رحمة محققيهم الامر الذي كان مناسبا جدا للمحققين. .........................................................................................................................................................
كنت ميالا لأعرف الام ستفضي بنا هذه التحديات لم اكن يوما في مشكلة مع الحراس وكنت اجيب على اسئلة محققي واتعاون معهم ولكني نجوت من ذاك التعاون الذي يعني أن تخبر محققيك كل ما يريديون سماعه.
وضعوني مرة أخرى في ............................... نهاية ......................................... ظهر فريق للمرافقة في ............................... امام زنزانتي ونادوا:
السجين رقم 760 الى الحجز!
حاضر اعطوني ثانية فقط.
ارتديت ملابسي وغسلت وجهي بدأ قلبي بالخفقان كرهت التحقيق تعبت من الرعب طوال الوقت وتعبت من العيش المستمر في الخوف يوما بعد آخر على مدى الاشهر الثلاثة عشر الاخيرة.
الله معك كن مرفوع الرأس انهم يعملون للشيطان صرخ احد اصدقائي من السجناء لاتماسك الامر الذي كنا نقوم به دائما كلما طلب أحدنا للتحقيق.
...... يتواصل
نقلا عن يومية الامل الجديد