في وقت تؤكد فيه نخب في تل أبيب، أن مناهج التعليم في إسرائيل تشجع على التطرف والإرهاب، فقد امتدح مستشرقان يهوديان بارزان حرص دول عربية على إعادة صياغة مناهج التعليم من أجل مواجهة "جذور التطرف الإسلامي".
وقال البروفيسور إيلي فودا، رئيس قسم الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، والدكتور عيران تسدكياهو، الباحث في "معهد العلاقات الدولية" في باريس إن "تنظيف مناهج التعليم من النصوص الدينية التي يمكن أن يتم تفسيرها على أنها دعوة للجهاد، تتزامن مع حملة قمع غير مسبوقة استهدفت المتطرفين، لا سيما في كل من مصر والأردن والإمارات".
ونوه فودا وتسدكياهو في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" أمس، إلى أن أنظمة الحكم في هذه البلدان تحرص على "تجفيف منابع التطرف من أجل الحفاظ على استقرارها".
ونوه المستشرقان إلى أن إعادة غربلة المناهج التعليمية حظيت بغطاء "شرعي" من مؤتمر نظم في مراكش في المغرب، في يناير الماضي، وترأسه الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" ومقره أبو ظبي، حيث أوصى المؤتمر الحكومات بأن "تفحص مناهج التعليم والكتب الدراسية، وأن يتم التخلص من المضامين التي تحث على التطرف".
وامتدح المستشرقان بشكل خاص إجماع المتحدثين والمحاضرين في المؤتمر، الذي حضره المئات من رجال الدين ومن ضمنهم حاخامات من إسرائيل وأوروبا، على ضرورة تعزيز التعاون "الإسلامي اليهودي"، مع إشارتهما إلى أن الدعوة لتعزيز التعاون الإسلامي المسيحي لم تبرز بشكل كبير خلال المؤتمر.
ويأتي المديح الإسرائيلي لغربلة المناهج العربية، في الوقت الذي تعاظمت فيه التحذيرات من التداعيات الخطيرة لمضامين مناهج التعليم في إسرائيل.
وقد وصل الأمر حد تحذير متطرف مثل يسرائيل هارئيل، الرئيس الأسبق لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، من جنوح الشباب اليهودي للإرهاب بسبب تأثير المناهج التعليمية.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الجمعة الماضي، قال هارئيل إن مناهج التعليم المعتمدة في إسرائيل "ستنتج النسخة الإسرائيلية من داعش".
وكانت الكاتبة الإسرائيلية اليمينية كارولين غليك، قد امتدحت بشكل خاص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بسبب ما أسمته "ثورته الإصلاحية على الدين الإسلامي".
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" مؤخرا، نوهت غليك إلى أن ما يميز "السيسي حقيقة أنه يؤمن بأنه إلى جانب الحرب على الجماعات الإسلامية المتطرفة فإنه يتوجب تجفيف منابع التطرف".
وهاجمت غليك بشدة الدعوات التي تنطلق في واشنطن لفك الارتباط مع نظام السيسي، معتبرة أن "إضعاف نظام السيسي يعني تعزيز القوى والأطراف التي تشكل تهديدا لإسرائيل وأمنها".
وشددت غليك على أن "السيسي أدرك مبكرا أن نجاحه في مواجه الجماعات الإسلامية يتطلب منه تدشين تحالف قوي مع إسرائيل، لا سيما ضد حركة حماس، التي اعتبرها تنظيما إرهابيا".
ودعت غليك حكومة إسرائيل إلى مواجهة الإدارة الأمريكية وإحباط توجهها للتخلي عن السيسي وضمان بقاء النظام وتعزيز قوته، معتبرة أن بقاء نظام السيسي "يعد من متطلبات بقاء إسرائيل قوية وآمنة".
نقلا عن موقع عربي 21 السعودي