لم يخرج خطاب الرئيس ضحوة الثلاثاء 03 مايو 2016 بمهرجان النعمة الذي انتظر الرأي العام الوطني مخرجاته بفارغ الصبر عن المألوف ولا عن المتكهن به ، فالرئيس رد ردا لاذعا على المعارضة التي جابت ولايات الشرق منتقدة نظامه ومسفهة سياساته ، وقدم صورة وردية لاقتصاديات البلاد وانتقد المعارضة وتهكم على عجزتها الذين وعدهم بأن يجرفهم تيار تجديد الطبقة السياسية .. لكن في نبرة موازية دعاهم لحوار بمن حضر خلال 40 يوما ، ثم جاء بيت قصيد المهرجان المتمثل في إعلان إلغاء مجلس الشيوخ ، وإلغاء الشيوخ بدأ حقيقة حين استأسد رئيس المجلس الدستوري وأعلن عدم دستورية دعوة هيئة تجديد ثلث الشيوخ .. عندها فهمنا أنها نهاية الشيوخ ، فولد أمبارك لا يضرب على خواء ونادرا ما يبادر من تلقاء نفسه.
لكن إلغاء الشيوخ يتطلب إحالة موضوع إنابة الرئيس في حال الفراغ لجهة أخرى ينتظر أن تحددها التعديلات الدستورية الموعودة ، وهذا يعني أن دوزينة من مواد الدستور الحالي سيطالها التعديل ، وقبل التعديل سيحصل إرباك للمؤسسات فالدورة البرلمانية العادية لسنة 2016 تفتح مطلع الأسبوع القادم ومجلس الشيوخ الملغى سيظل قائما ما لم يتم الاستفتاء ، فكيف سيكون التعامل مع شيوخ منتهية صلاحيتهم لا مستقبل لهم؟
ثم إن المجالس الجهوية البديلة تبعث قشعريرة في دعاة بناء دولة مركزية قوية لأنها تذكى النزعات الجهوية والقبيلة وربما الإتنية وتضعف لحمة الدولة في بلاد مترامية الأطراف ، متباينة الموارد ومتعددة التركبة الاجتماعية.
فما هي مآلات كل هذه الحراكات؟
وإلي أي أفق تسير البلاد؟
عبد الله محمدو على الفيسبوك: https://www.facebook.com/dedehmed