تتلاحق أحداث المنكب البرزخي وتتراكم الأجندات والاستحقاقات .. فهنالك المشاكل الروتينية المتعلقة بحياة السكان وبتنقلات المواشي .. وهنالك المجهود الأمني الوقائي لتأمين المنافذ وتهدئة الداخل .. وهنالك إكراهات تقاسم غاز الحدود البحرية مع السينغال .. وهنالك حمى الذهب التي فتحت موسم الهجرة إلي تازيازت وحولت الموريتانيين إلي مليون باحث عن الذهب .. وهنالك تحضيرات القمة العربية التي تستضيفها موريتانيا للمرة الأولى منذ الاستقلال .. وهنالك صراعات الأجنحة داخل النظام وداخل المعارضة وهنالك شطحات الأريبضات والإمعات وأنصاف الرجال وأخماس النساء .. وقد أضاف خطاب الرئيس في النعمة استحقاقات أخرى لا تتحمل التأجيل منها حوار على السريع بمن يحضر مبرمج خلال أقل من شهر .. واستفتاء دستوري يفضي لانتخاب مجالس جهوية .. إلي آخر قائمة الاستحقاقات المتغيرة والمتجددة التي يخفي بعضها بعضا.
بعبارة أخرى .. تَكَاثرَتِ الظّبَاءُ على خِرَاشٍ ** فما يدري خِراشٌ ما يصيدُ
وما يتكاثر على موريتانيا ليس ظباء وإنما هي استحقاقات تتطلب تفكيرا هادئا معقلنا وتشاركيا لترتيب الأولويات وفتح مسارات آمنة نحو آفاق جديدة.
فهل يدرك الموريتانييون قيادة وشعبا جدية المنتظر منهم داخليا وخارجيا؟
هل يوفقون في رفع تحديات باتت تحاصرهم زمانيا ومكانيا؟
أم سيلجأون إلي دفن رؤوسهم المثقلة بالهموم في رمال إخفاقاتهم الموراة؟
حميدوت ولد أعمر