أجري موقع الحرية نت مقابلة مع أبو البتار الشنقيطي هو أعمر ولد محمد صالح من مواليد 1973 بانواكشوط محكوم عليه بعشر سنوات مضت منها ست سنوات و شهور وذلك بتهمة الانخراط في تنظيم يهدد الأمن والسلم ، يتهم أبو البتار الحرس بالصولة عليهم، نافيا نية مسبقة لدى زملائه في اختطاف الجنود، كما أعلن أبو البتار تجديد بيعته لخليفة "داعش" أبو بكر البغدادي قائلا بأن خيل الخلافة ستصل هذه البلاد، كما أوضح بأنه لا يرغب في إجراءا مراجعات فكرية كما فعل العديد من زملائه، اللذين
تم العفو عنهم بعد مراجعة فكرهم التكفيري، كما برر الدماء والقتل والتشريد الذي يجري في العالم العربي خاصة في ليبيا وسوريا بالحدث التاريخي الذي لا بد منه حسب تعبيره.
نص المقابلة:
الحرية نت: لماذا اعتصمتم داخل السجن وقمتم باحتلال الباحة المخصصة للزيارة؟ ألا ترى بأنكم بذلك خالفتم القانون ومنعتم آخرين من حق الزيارة؟
أبو البتار: أما عن قولك أنا قمنا باحتلال الباحة المخصصة للزيارة و أن ذلك غير قانوني , كيف تريد منا احترام قانون نحن نكفر به ثم إن أهله الذين يدعون اتباعه لا يحترمونه فأينا أساء إلى القانون و تجاوزه ? الإخوة الذين قاموا باعتصام سلمي من أجل حق يعترف الجميع به و هو إطلاق سراح سجناء انتهت محكوميتهم، وأي حكومة تدعي العدل و الحرية و يمضي السجناء فيها شهورا طويلة بعد انتهاء محكوميتهم داخل السجن ؟
كيف كانت تعامل إدارة السجن معكم في بداية الاعتصام؟
أبو البتار: الإخوة قاموا باعتصام سلمي و كانوا يبيتون جنبا إلى جنب مع الحرس يتبادلون كؤوس الشاي و يتحدثون في ما بينهم دون أي وحشة أو نفور ,و قد أخبرنا إدارة السجن أنا لا نمنع أحدا من زيارة أقاربه في السجن و أنا سننعزل إلى جانب لنترك لهم مكان الزيارة، و لكن الحرس رفضوا ذلك فهم من امتنع و ليس نحن و إدارة السجن كانت متواطئة مع الحرس ,كانوا ينسقون في ما بينهم ثم يأتوننا بمواعيد كاذبة محاولين ثنينا عن اعتصامنا السلمي.
هل كانت لديكم نية مسبقة لاختطاف جنود؟
أبو قتاده: الإخوة لم تكن لديهم نية مسبقة باختطاف الجنود و لكن جاءتهم الفكرة مناسبة أثناء العراك.
,أما ما قال وكيل جمهوريتهم من أنهم جاؤوا لتفتيش روتيني و أن الشباب بدؤوهم بالعنف فهذا كله كذب و افتراء , و القصة أن جيشا جرارا من الحرس دخل في مقدمتهم الرائد وبدأ الحديث مع الإخوة و يشير إلى جنوده بيده من خلفه ليحيطوا بالشباب و يحاصروهم ثم بدأ هو نفسه بالاعتداء عليهم مع دخول أفواج من جنوده مدججين بالدروع و الأقنعة و بأيديهم العصي و بدؤوا برمي القنابل المسيلة للدموع فقام الإخوة بالدفاع عن أنفسهم بأواني الشاي و الكراسي ثم انتزعوا العصي من الحرس و بدؤوا يضربونهم ففر الرائد بعد أن نزع قميصه و رماه و تبعه جنوده و أصيب بعض الإخوة باختناق شديد أغمي على بعضهم منه ثم إن الإخوة كانوا إحد عشر أو إثني عشرة, و الحرس كانوا يقاربون المائتين.
كيف تمكنتم من اخذ الرهائن؟
أبو قتادة: قام الإخوة بالامساك باثنين منهم وسط سحب الدخان الخانق و سحبهما إلى داخل السجن و احتجازهما في مكان لا يعلمه إلا أفراد من الشباب و قد أحسنا معاملتهما و طلبنا منهما أن يخبرا الأخ المشرف على حراستهما بما يحتاجونه من شراب أو طعام أو لباس ,ثم قمت بتصويرهما و نشر صورهما على حسابي على فيسبوك.
الحرية نت: ألا ترى بأن الدولة لم ترغب في التصعيد بدليل عدم استخدام أي سلاح باستثناء بعض مسيلات الدموع؟
أبو البتار::أما كون الدولة لم ترغب بالتصعيد كما قلت فذلك محافظة على أرواح جنودها و ليس حفاظا على سلامة السجناء سواء كانوا سلفيين أو غيرهم ,ألم يمت منذ أشهر أحد القصر كان مريضا ,فلما وقعت مواجهات بيننا و بينهم توفي رحمه الله لكثافة دخان قنابلهم المسيلة للدموع ? ألم يقتلوا عندما كنا في السجن السري بقاعدة "فساد الدين " أخانا و حبيبنا أبا قتادة "معروف ولد هيبه"رحمه الله ,كان قتله عمدا و لا يشك في ذلك من كان هناك سواء من الدرك أو منا نحن السجناء إذ كيف ينقلون سجناء حالتهم الصحية دون حالته و يتجاهلونه حتى يموت و علامات دنو أجله كانت ظاهرة للجميع فهو لم يأكل طعاما منذ شهرين من مغادرتنا لذلك الكهف المرعب و قد تركناه رحمه الله و هو يقيء الدم منذ ما يقارب شهرا.
الحرية نت: وصفكم وكيل الجمهورية بالإرهابيين قائلات بأن ما قمتم به ينضاف لأعمال سابقة في إشارة لقتل جنود موريتانيين كيف ترى ذلك؟
أبو البتار: أما وصف وكيل الجمهورية لنا بالإرهاب فإرهابنا إرهاب محمود قال: تعالى:"ترهبون به عدو الله و عدوكم" فنحن نرهب كل من يرهب المسلمين و يملأ السجون من الدعاة إلى الله و يفتح كل الطرق لأهل الفجور و الفسوق و يحارب المسلمين جنبا إلى جنب مع فرنسا الكافرة ,إن كان حمل السلاح لأجل تطبيق شرع الله إرهابا فهذا يعني أن النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته كانوا إرهابيين و بالتالي فنحن نعتز بهذه التهمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده و جعل رزقي تحت ظل رمحي و جعلت الذلة و الصغار على من خالف أمري ,ومن تشبه بقوم فهو منهم".
الحرية نت: هل ترغبون في إجراء مراجعات لفكركم؟
أبو البتار: أما سؤالك هل سنقوم بمراجعات فكرية فإني سأجيب على هذا السؤال عن نفسي خاصة :إني أتعبد الله تعالى بقتال كل من يقف عقبة دون انتشار شريعة الله التي طلعت شمسها في بلاد الشام و أعلن بالمناسبة تجديد بيعتي لأميري و تاج رأسي و قرة عيني خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي أعزه الله، و قريبا بحول الله و عزته تصل جحافل دولة الخلافة أرض شنقيط فيعيش المسلمون في ظل شريعة الله و تعود العزة لأهل التقوى و الذلة و الصغار للفجور و دعاته.
الحرية نت: كيف ترى ما يحدث في العالم الإسلامي من تقتيل وتهجير وسفك للدماء خاصة في سوريا وليبيا؟
أبو البتار: أما ما يسيل في تلك الأرض من الدماء ,فالذي يرجع إلى التاريخ يجد أن هذا الدين ما و صل إلى هذه الأرض و لا غيرها من البلاد البعيدة عن جزيرة محمد صلى الله عليه و سلم إلا على دماء الأتقياء الصالحين من أبناء هذه الأمة من زمن الصحابة رضي اله عنهم و التابعين إلى يومنا هذا , ألا ترى أن الله تعالى ما آتى دواوو عليه السلام الملك و مكن له في الأرض وعلمه الحكمة إلا بعد أن لطخ يديه الكريمتين من دماء الطاغوت جالوت قال تعالى :"فهزموهم بإذن الله و قتل داوود جالوت و آتاه الله الملك و الحكمة و علمه مما يشاء".
قال في نهاية المقابلة بأنه يتكلم في هذه المقابلة باسمه الشخصي، ولا يمثل غيره، ويتحدث كشاهد على بعض ما جرى داخل السجن ,لأنه كان غائبا عن الاعتصام الذي قام به زملاءه أمام مكتب إدارة السجن لأسباب صحية، موضحا بأنه مصاب بمرض مزمن منذ دخوله السجن و قد أهملت الإدارة علاجيه.
نقلا عن الحرية نت