تجري الاستعدادات تباعا سِرَاعًا لتنظيم الدورة السابعة و العشرين لمؤتمر القمة العربية العادية بنواكشوط المزمع انعقاده في السابع و العشرين يوليو 2016 في ظرف عربي "ملتهب" اجتماعيا و سياسيا و مناخ إقليمي حُوًلٍ قُلًبٍ وبيئة دولية "شِبْهِ مُنْفَلِتَةِ" العُقُلِ، "مُهَلْهلِةِ" القواعد والضوابط و الأعراف و التقاليد...
و يصاب الكثيرون من العرب بشيء من الإحباط اتجاه مؤتمرات القمم العربية التي تنعقد دائما بصعوبة بالغة "بالنصاب الأدني" من الملوك والأمراء و الرؤساء العرب بعد جهود دبلوماسية مضنية من الأمانة العامة للجامعة العربية و البلد المضيف و تنتهي أعمالها غالبا ببيانات ختامية معروفة سلفا، محررة بلغة خشبية بامتياز، "مثلجة"،"ذات مقاس واحد" و "صالحة لكل زمان و مكان".!!
و تزداد حسرة المواطنين العرب بعد ملاحظة أن العالم العربي تَتَعَاوَرُهُ تهديداتُ و مخاطرُ تغول الاحتلال الصهيوني و الانحياز الواضح الفاضح للقوي العالمية الكبري ضد القضايا العربية العادلة وشيئ من "بغي" بعض "الخلطاء" بمنطقة الشرق الأوسط إضافة إلي تجذر الحروب البينية "الساخنة" و "الباردة" واستفحال و توسع الإرهاب و التطرف و سوء الحكامة السياسية الداخلية و "بَيَاتُ" القدرات النخبوية و "فوضوية و عنفوانية و "غياب ترشيد" ردات الفعل الشعبية"(الربيع العربي مثلا)،...!!
و استشعارا لهذه التهديدات و المخاطر و التحديات الجسام العظام التي تهدد بقاء بعض الدول العربية و تتربص بالبعض الآخر الدوائر فإن الدولة الموريتانية ( بدال "كبيرة"عريضة كما يقول الفرنسيونك) يحب أن تشغل كامل "طاقاتها النخبوية"(اليقظة و النائمة) من أجل ضمان أن يكون مؤتمر القمة المقبل سانحة لاستشراف فرص "إنعاش"و إنقاذ و استرجاع الجسم العربي لعافيته و فتح باب "أَمَلِ اليُسْرِ" في حائط "العُسْرِ العربي" السًمِيكِ و الطويل .!!
و في اعتقادي أن كل الموريتانيين مطالبون –فرادي و زرافات- بالمساهمة و لو بفكرة واحدة في مجهود تأمين النجاح التنظيمي و السياسي لمؤتمر القمة المقبل و لقد أحسن المركز الموريتاني للدراسات الإنسانية الذي يرأسه الأستاذ الجامعي الدكتور محمد ولد سيد أحمد فال(بوياتي) صنعا حين أصدر خلاصة أفكار و توصيات بعض المشاركين في ندوة نظمها المركز تحت تسمية "نداء نواكشوط إلي القادة العرب" فسن بذلك سنة حسنة لست بمستبعد أن تحذو حذوها قريبا مراكز و مؤسسات و شخصيات مرجعية...
و لئن كان الفاصل الزمني( أسابيع قليلة) مع انعقاد مؤتمر القمة العربي لم يعد يسمح بكبير تفاؤل بتحقيق نجاحات كبيرة في مجال "الملفات السياسية العربية الأشد التهابا" فإن العمل الدبلوماسي و السياسي موريتانيا و عربيا علي تحقيق الأهداف الخمسة التالية سيكون كفيلا باستحقاق قمة العرب بنواكشوط لقب "قمة الأمل" بل وتسجيلها ضمن الأحداث و الفتوحات الكبري في سياق لن يكون مفرط المبالغة من قد يصفه بزمن "الانحطاط السياسي العربي"!!
أولا: الحضور الشخصي لكافة ملوك و أمراء و رؤساء الدول العربية للقمة المقبلة برهانا علي تقدير اللحظة العربية الفارقة و تكليف لجنة رباعية تتألف بالإضافة إلي الأمين العام من الرؤساء الثلاثة لمجلس الجامعة العربية(الرئيس السابق، الحالي و المقبل) بمتابعة استشراف الحلول للصراعات السياسية "الساخنة" و "الباردة" العربية- العربية؛
ثانيا: عصرنة أسلوب تحرير البيان الختامي للقمة العربية قطيعة مع بعض العبارات ،المتآكلة، "منتهية الصلاحية"و" ذات المقاس الواحد"( Taille Unique ) و استحداثا لقاموس سياسي عربي أكثر حداثة و قربا من اهتمامات المواطن العربي و ما ذلك علي الموريتانيين المعروفين بإتقان اللغة العربية بعزيز.!!
ثالثا: الإعلان في ختام أعمال قمة نواكشوط المقبلة عن ديناميكية جديدة واقعية و قابلة للتنفيذ( réaliste et réalisable ) تتجسد في خطة تدريجية متوسط المدي هادفة إلي إصلاح و عصرنة العمل العربي المشترك سبيلا إلي الوصول إلي اتحاد عربي علي غرار بعض الاتحادات الإقليمية الناجحة؛
رابعا: اتخاذ قرار بتنشيط مأسسة التعاون العربي الإفريقي -تقديرا للخصوصية الجيوسياسية لمكان انقاد مؤتمر القمة- و الالتزام بانعقاد قمة عربية-إفريقية كل ثلاث سنوات و التآم قمة 3+3 كل سنة( الرئيس السابق و الحالي و اللاحق للاتحاد الإفريقي و مجلس الجامعة العربية) و استحداث أمانة دائمة للشراكة العربية الإفريقية خفيفة العدد قليلة الكلفة المالية يكون مقرها بنواكشوط؛
خامسا:إنشاء "مرصد عربي للوقاية من الأزمات السياسية و الدينية و المجتمعية" يمثل "خزان أفكار" و "قوة اقتراح" ويضم فريقا مصغرا من خيرة علماء الدين والسياسة و الاجتماع بالعالم العربي.