أثار توقيع الشاب الموريتاني الشيخاني ولد الشيخ على كتابه «موريتاني مريد للملك» الذي صدر منذ أيام وسلمت نسخ منه للملك محمد السادس أواخر رمضان، والذي اقترن التوقيع عليه مع الإعلان عن تأسيس حزب الدفاع المغاربي الموالي للمغرب كما يبدو، الكثير من الغضب وأشغل المدونين الموريتانيين عن هموم العيد، حيث اعتبره كثيرون منهم «خيانة كبرى لموريتانيا»، وطالب البعض منهم بسحب جنسية مؤلفه.
وكانت الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية التي يرأسها ولد الشيخ قد أعلنت قبل يومين عن تأسيس حزب الدفاع المغاربي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالتزامن مع توقيع كتاب «موريتاني مريد للملك».
وحول الموضوع كتب المدون والصحفي سيدي أحمد ولد التباخ "كثيرا ما اسمع رئيس الجمهورية "محمد ولد عبد العزيز" يصف المعارضة المحلية بأعداء الوطن.. تحدوني الآن رغبة عارمة في أن أصدقه.. فهذا الهجوم الشرس الذي تتعرض له بلادنا من هؤلاء المخنثين لم يترك لي مجالا للامتناع او التحفظ إزاء تصريحات الرئيس أعلاه،، كيف ولماذا تقاعس جل او حتى كل المدونين المحسوبين على هذه المعارضة - وما اكثرهم في هذا العالم- عن مجرد الرد الخجول دفاعا عن شرفهم وشرف وطنهم وسمعته؟؟ إنني من المقتنعين بوجود شيء اسمه الوطن الموريتاني، وشيء آخر يطلق عليه "الحكومة الموريتانة"، تماما كما أن هناك كيان اسمه الجمهورية الاسلامية الموريتانية ورجل فيها يسمى محمد ولد عبد العزيز، وكانت حساباتي ترى أن معارضة الرجل وحكومته شيء ومعارضة الكيان والوطن شيء آخر.. لكن حساباتي هذه وللاسف الشديد قاصرة - على ما يبدو - أو أنها مقتصرة على شخصي المتواضع!!!
إنني الآن أكاد أجزم بأنهم - عناصر المعارضة ومدونوها واعلاميوها ينحنون الآن خجلا من انفسهم وازواجهم وذرياتهم لكن نداء بطونهم وجيوبهم اقوى تأثيرا من كل ما يخلفه اي احساس بالذنب إزاء تقاعسهم عن نصرة وطنهم - او عفوا اقصد وطننا.
سأكون سعيدا جدا لو انضم الي عشرون شابا جلدا صبورا لنقوم معا بالتبول على رؤوسهم جميعا.
وكان المدون الموريتاني حبيب الله ولد أحمد كتب هو الآخر في تدوينة له «فى الوقت الذي يهاجمنا فيه بعض المغاربة عبر مراحيض إعلامية مخزنية وبمباركة من جنكيز خان يسارع بعض مثليي الولاء والانتماء من الذين يفترض أنهم مواطنون موريتانيون وبكل صفاقة واستفزاز لنشر كتاب يمجد ملك المغرب وليعلنوا أكثر من ذلك عن تشكيل حزب سياسي يجاهر بالولاء للعرش العلوي وذلك لمجرد أن الملك أجزل العطاء لتلك الحثالة المارقة ومكنها من حضور دروسه الرمضانية».
وكتب المدون محمد النني مساهماً في الجدل الدائر «..اللعنة على كل خائن يبيع وطنه ويتنكر له ويسعى لتمزيق لحمته والتطاول على سيادته، وستبقى الجمهورية الإسلامية الموريتانية القوية الموحدة عصية على أحلام كل الخونة وباعة المواقف والاجساد».
وهاجم المدون الشيخ سيد بات محمد يحيى مؤلف الكتاب مضيفاً قوله «هذا الإمعة الذي حضر دروساً رمضانية في المغرب وعاد بفكر مغربي بحت لا يستحق منا الا وصفه بالخائن لكنها للأسف ظاهرة بدأت تظهر على السطح فالكل لدينا يدين لهذا البلد أو ذاك إلا موريتانيا المسكينة».
يذكر أن الجدل الذي أثاره هذا الكتاب وتأسيس هذا الحزب، يأتي في خضم توتر شديد ومستمر في العلاقات بين المغرب وموريتانيا، وهو التوتر الذي عكسته مواقف عديدة وأذكته خلال الأسبوعين الأخيرين مقالات وتدوينات وصل بعضها حد الشتم البذيء.