لم يرفع فضوليو شبكات التواصل من مدونين ومغردين موريتانيين أقلامهم عن فاطمة فال بنت اصوينع وزيرة خارجية موريتانيا الجديدة المنحدرة من شريحة الحدادين والتي جاء تعيينها في هذا المنصب اهتماما من رئيس موريتانيا بهذه الشريحة المنتفضة ضد التهميش.
فبعد أن انشغلوا طويلا بتعيينها وهي الفتاة الشابة الصاعدة في منصب يتطلب التشمير والرجولة والتجربة، عاد الجدل لينثار من جديد حول صورة التقطت للوزيرة قبل أيام في أديس أبابا وهي تصافح وزير خارجية لوكسمبرغ.
ومن أبرز من دافعوا عن الوزيرة المدون البارز حماده ولد سيدينا الذي أكد في تدوينة له «أن تعرض وزيرة الخارجية الموريتانية فاطمة فال بنت اصوينع لحملة على الصفحات الاجتماعية منددة بمصافحتها لوزير خارجية لكسمبورغ أمرغريب».
وأضاف «كأن دولة الوزيرة أقدمت على بدعة في المصافحة…لعل المنتقدين ناسون أو متناسون أن وزيراتنا المصونات يصافحن الوزراء؛ فلماذا استهداف وزيرة الخارجية الجديدة هل هو من باب نقد كل شيء جديد أو هو لحاجة في نفس يعقوب.. لقد اَن الأوان لتجاوز الشكليات والترفع عن هكذا نقد».
وتضامنت الناشطة الحقوقية مكفوله بنت ابراهيم مع الوزيرة بنت اصوينع حيث أكدت في تدوينة لها «أنا متضامة مع وزيرة الخارجية، وأنا أصافح الرجال أيضا..نعم أصافح».
وعززت مكفولة تضامنها مع الوزيرة بنشر صورة لها وهي تصافح رجلا أجنبيا.
وكانت التدوينة الأطول في هذا الجدل هو ما كتبه الناشط عبيد ولد امجين على صفحته حيث قال» أنا أصافحهن..والمدام فاطمـة فال بنت اصوينع صافحت رجلا في أديس ابابا فتسبب ذلك في شن حملـة شعواء قادتها الأصوليـة النواكشوطية على صفحات التفاعل الاجتماعي ضـد الوزيرة الموريتانية».
وقال شخصيا، أعرف طائفة دينية في موريتانيا ليس فيها أحد يرد يده عن أحد…رأيت الرئيس المصري السابق محمد مرسي وهـو يصافح نساء ومن بينهن الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، ورئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد» .
وأردف ولد اميجن قائلا «إن العقلية الذكورية هي التـي تنتج هذه المواقف وتروج لها، بل وتجـد من يمول حملاتها من أجل الحـد من أدوار المرأة وتقليص قدرتها على المزاحمة ومواكبة التطور الحاصل في العلاقات بين الجنسين، وللأسف لا تزال الحركة النسوية في موريتانيا، ضعيفة ومهزوزة وغير قادرة على الدفاع عن مكاسبها التي يتحرك الظلاميون الآن للانقضاض عليها».
«إن الهجـوم، علـى هذه المرأة، يضيف الناشط الحقوقي إميجن، شخصيا أجـد فيه أبعادا تمييزية مفضوحـة، واستهدافا للسيدة بنت أصوينـع…إذ يصعب علـي التفهـم السائد لما حصـل مع نظيراتها السابقات والحاليات واللاحقات، بدءا بمريم داداه في بواكير الستينيات وحتـى الوزيرة الراحلة خديجة بنت أحمد، والوزيرات عيشة كان ومريم بنت احمد عيشة، ومهلة بنت احمد، وبنت سيدي هيبة، ممن نججت حول مصافحاتهن القصص وروج للأقاويـل، ولم يخل ذلك في بعض الأحيان من إثارة الحديث بشأن جمالهن وحسنهن».
وقال «يدخـل فـي هذا السياق التغزل السودانـي «المفضـوح» بأول وزيرة للشؤون الخارجيـة في العالم العربي، والكل لم يشعـر حتى بالحرج بالرغم من أن الوزيرة الموريتانية كانت في زيارة رسمية إلى الخرطوم، ولكنها قوبلت بأشعار المسؤولين السودانييـن».
وأدرج الكاتب المشهور أحمد محمــــود سيد حامدينو تدوينة دفاع عن بنت اصوينع تساءل في بدايتــــها قائلا «لماذا بنت أصوينع؟ لماذا هــــي بالــــذات؟ ما السر في كل هذه الضجة حول مصافحة وزيرة الخارجية «أبروتوكوليا»؟ ألسنا في مجتمع أربعين في المئة منه مالكية ورغم ذلك يتصافح الأجانب؟»..
وأضاف «كان حريا بكم أن توظفوا أقلامكم وصفحاتكم فيما ينفع الناس، لا أبرر مصافحة المرأة للأجانب ولا أدافع عن هكذا تصرف، لكنني لا أفهم كل هذه الحملة على الشابة التي استطاعت أن تمثلنا جميعا كشباب في المحافل الدولية كوزيرة للخارجية، هــل هذه المرة الأولى التي تصافح فيها موريتانية الأجانب؟ لماذا لا تتحدثون حين حصل هذا في زمن سالف؟..أوليس قادتكم على مر تاريخ موريتانيا دأبوا على مصافحة الأجانب؟».
وشارك أحمد محمـــود ولد الراضي في الجدل ناقدا الوزيرة بقوله «التغاضي على المعاصي أمر قبيح».
وقال «لماذا بنت اصوينع لا يجوز نقدها؟ من لا يريد أن تطاله الإنتقادات فليغلق عليه بيته وليترك للناس شؤونهم، أما أن تكون على رأس دبلوماسية شعب وتحصن نفسك من النقد فذالك غباء، ثانيا بنت أصوينع تنتقد ليس لأنها بنت اصوينع ولو كانت مكانها أي مرأة أخرى لكانت واجهت نفس الإنتقادات ….كفاكم ضحكا على الذقون».
وساهم سيدي الناجح في هذا الجدل بأبيات للعلامة الموريتـــاني الموسوعي المخـــتار ولد حامدن كتبتها بعــــد أن مــــدت إليه نصــــرانية يدها للمصافحة فقال:
مــــدت إلـــي يـدَهــــــا
وما اســـتطـــعتُ مدَّهـــا
وردُّهــــا مــــن واجــبي
ومـــــــا أردت «مــــدَّها»
والحـــــــمد للــــه علــى
أن لم تمُـــد خــــدَّهــا
عبدالله مولود - نقلا عن القدس العربي