دأب صالون الولي محمذن ولد محمودا الثقافي والعلمي على تنظيم جلسات أدبية وفكرية.
ومنذ اكثر من ثلاثة عقود تعتبر هذه الجلسات الشريان المعرفي النابض الوحيد في هذا البلد.
وقد تزايدت اهمية الدور الذي يلعبه هذا الصالون في السنوات الأخيرة نتيجة لتراكم الحس والوعي المعرفي لدى المتلقي، وبصورة اخص نتيجة متابعة الصالون للمستجدات والقضايا المهمة ذات الطابع العام، وهو يستقطب نخبة الفكر والثقافة والإعلام من المجتمع.
ولم يعد خافيا دور هذا الصالون في الحركة الثقافية، بعد ان دخل عبر اثير وسائل الإعلام الى كل بيت، والمعرف لا يعرف ثانية.
وفي اطار الخدمة التي يسديها الصالون للمجتمع نتلقف اليوم بكل بهجة وسرور ديوان الشاعر احمدو سالم ولد الداهي الفاضلي الذي نشره الصالون لأول مرة فظهر في حلة بهية يانعة أزهاره دانية ثماره مع مستهل موسم الخريف لهذا العام 2016، ليضيف اصداره في هذا التوقيت بالذات ربيعا للقلوب والعقول الى ربيع الأرض فيكونا بحق نزهة للخاطر والناظر:
إن لي ساحرين في ذا المكان
بابليين جل ما سحراني
درر لابن خلكان وظبي
يتحرى الظلام بالاتيان
جمع هذا الديوان وصححه الاستاذ محمدن ولد بادا، وقد جاء في حوالي 120 صفحة من القطع الكبيرة a4 مرتبا حسب الترتيب الألف بائي، مشتملا على مختلف الاغراض التي تناولها هذا الشاعر من غزل ونسيب ومدح ورثاء وترقيص... إلخ.
وهذا الشاعر الغني عن التعريف علم ذائع الصيت في الأدب الحساني اعطي سر الكلمة وسحر التافلويت، فلا تجد له قطعة إلا وهي احسن من اختها.
رسم لنفسه خطا متميزا في الأدب وتجاوزت شهرته المنطقة التي نشأ بها وترعرع الى مناطق بعيدة واقطار نائية، ولم يكن في فتوته ونبوغه وشاعريته بدعا من الاسرة التي نجلته، فهي اسرة عرفت بجودة الشعر وغزارة الانتاج من اهل المصطفى بن سيد الفاضل الديماني.
ويعتبر احمدو سالم أحد العمالقة الكبار في الأدب الحساني بشهادة الجميع وحباه الله قبولا ونصرا في المحافل منذ طفولته، ويضرب المثل بشعره السائر على الالسنة وقد تفرد بريادة الادب الحساني في عصره تفرد المغزل عليها في قوله:
والفطر الزين ابكيت بيه
افنصر تعكبه نصر
وامتن ثورة جمالك فيه
من ثورة جمال افمصر
وقل من يحفظ شيئا من الأدب الحساني الا ويحفظ له قطعة أو أكثر، وهو علاوة على ذلك فارس من فرسان الشعر الفصيح وله قدرة فائقة على جلب المعاني من الواقع في محيطه الخاص والمحيط العربي العام ومن الثقافات واللغات الأخرى الى الأدب الحساني دون عناء وتكلف.
وهو سيد البحر المعروف بلبير دون منازع واكبر اديب حساني عرفته المنطقة في العصر الحديث خرج ادبه من مشكاة لا تغور ومن معين لا ينضب وحاضرة علمية ضاربة بجذورها في تاريخ المجد والعلم والأدب، ليلها كنهارها هي حاضرة التاكلالت.
ومن سمات شعره فضلا عن جماله وبراعته أن هذا الشاعر لم يمدح رجلا الا وعلا شأنه ولا رقص مولودا إلا وساد اقرانه ولا تغزل بامرأة إلا وتقبلها ربها بقبول حسن.
وفي هذا الديوان نجد الحكمة اليمانية والقيم الفاضلية والامثال السائرة واللغة الجزلة ذات الجرس الموسيقي الأخاذ والبيان الساحر.
وهذا الديوان يضيف الى مكتبة لغن الحساني نموذجا فريدا يجمع كما يقال بين الاصالة والحداثة وحسبك من قيمته أنه من بواكير اصدارات صالون الولي محمذن ولد محمودا الأدبية والعلمية، وأن الذي تولى كتابة مقدمة هذا الديوان هما العلمان السيدان المجلان الولي محمذن ولد محمودا والدكتور احمدو ولد امبيريك.
وكما يقول احمدو سالم نفسه:
كبل احمد كنت ابلا ديوان
احاز الديوان أُهو ل
واهد بيه الول ديمان
ول من ول من ول
الحسن بن الشيخ بن محنض