(انواكشوط - صحراء ميديا) في قاعات قصر المؤتمرات بنواكشوط تجري جلسات "الحوار الوطني الشامل"، وفي باحة نفس القصر يجري حوارُ آخر لتحليل ومناقشة ما يجري، ومحاولة فهم تصريحات الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ بخصوص عدد المأموريات الرئاسية، وهي تصريحات أربكت المشهد في حوار تغيب عنه المعارضة التقليدية وتجد "المعارضة" المحاورة صعوبة في إقناع بقية الأطراف بأنها "معارضة" لديها الحق في الرفض.
جلسات التحليل في باحة القصر تستهوي الجمهور أكثر من الورشات التي يتكرر فيها الحديث وتعاد فيها صياغة الأفكار وتدويرها، بل إن بعض كبار السياسيين اعتمدها مصدراً لبناء مواقفه ومحاولة جس نبض النظام، فالجميع هنا يريد أن يفهم أو يكتشف ما يفكر فيه رأس النظام، ولكن الأخير يمسك بخيوط اللعبة ويتلاعب بثقوب الضوء في جداره المعتم كيفما يشاء.
مسعود ولد بلخير، المعارض المخضرم الذي ترجّل من راديكاليته قبل خمس سنوات، استطاع أن يخطف الأضواء بعد سنوات قضاها في ظل السلطة؛ اعتمد على شبابه المتحمس كواجهة للمشاركة في الحوار، وبقي جالساً في مطبخ "الناصريين" يعد المكتسبات التي يمكنه تحقيقها من حوار غلبت عليه لغة: "خذ وهات".