"في مجتمع يعيش حياة فوضوية ولا يحسب أي حساب للمستقبل ولا يعطي قدسية للأسرة تجد المرأة في موريتانيا نفسها ضحية إما لكونها: زوجة أولى تتغافل وتتناسى أن زوجها حتما تزوج معها أخرى أو على وشك أن يفعل وإما لأنها زوجة ثانية تعيش حياة في الخفاء وتتعرض للكثير من الاتهامات ويضع عليها المجتمع نقاط استفهام عدة!!
هنا تراودني أفكار كثيرة قد تكون غريبة عند البعض من بينها: لماذا لا يكتفي الرجل بزوجته التي اختارها من بينهن؟! وإذا افترضنا أنه لا يمكن أن يكتفي بواحدة فهل سيكتفي باثنتان أو حتى أربع أم أنه دخل في دوامة؟! لماذا لا يكون الرجل قويا وصادقا مع نفسه وزوجته ويعلن لها زواجه الآخر؟!
لكنني للأسف أقولها -بصوت مبحوح من قلب أنهكه واقع مر معاش بشكل يومي- المرأة هي من يتحمل المسؤولية الكبرى إلى جانب مسؤولية صغرى يتحملها المجتمع..
تتعايش المرأة مع خداع نفسها وانعدام ثقتها في أن حياتها الخاصة ملك لها هي من ينعم بنعيمها أو يكتوي بنارها!
فلو أن عشرة نساء فقط أعلن تمسكهن بأزواجهن رغم علمهن بزيجات جدد لكسرن بذلك تابوت تحريم التعدد ولعاشت المرأة صادقة مع نفسها لا تتعرض لاتهامات من قبل المجتمع ولا لنكران أبناء من قبل أصحاب النزوات..
إن انتشار الزواج السري أو ما يسمونه "السياحة الاسلامية" او "دوبل سيم" يعصف بأمور عدة ليس أقلها أن الفتاة لم تعد تعيش فرح الزواج وما يضفيه من راحة نفسية عليها وعلى العائلة ضف إلى ذلك تعرضها للكلام في عرضها وعرض عائلتها ناهيك عن وضعية الأبناء الذين يعيشون أبناء من الدرجة الثانية في أفضل حالاتهم مع حتمية الطلاق في أغلب الأحيان وما ينجر عنه من تسيب للأبناء وضياع للأم..
لا يؤثر الزواج السري سلبا على الزوجة الخفية فقط بل يؤثر أيضا على الزوجة المعلنة التي تطلق نفسها في أغلب الحالات لتبقى ضحية هي الأخرى ولا تسأل عن وضع أبناء كانوا يركضون بين يدي أب اختفى نتيجة شهوانيته!!
هي إذن وضعية صعبة لا تحسد عليها حواء موريتانيا إذ تعيش بين مطرقة سلطان المجتمع وسندان تنصل الرجل من مسؤولياته ليبقى هناك خياران فقط أمام السيدات أولهما:
أن تكون المرأة صادقة مع نفسها وتعلم يقينا أن الرجل لن يكتفي بواحدة على الأقل في هذه المرحلة الزمنية التي تمتاز بالفوضوية وانعدام المسؤولية إلى حد كبير إلا من رحم ربك وبالتالي تعلن قبولها بتعدد الزيجات لتنعم هي ونظيرتها أو نظيراتها بالتعايش السلمي والمستفيد الأكبر هو الأطفال وفي مرحلة لاحقة المجتمع..
وثانيهما: أن تظل المرأة على الحال القائم يتزوج الرجل ثمانين مرة دون علم لها رغم أن الخبر متداول بين الجميع ومن الناس من يتهمها بالتغاضي ومنهم من يتهكم عليها ومنهم ومنهم..
وفي النهاية سيأتيها الخبر ليطلق هو الزوجة الثانية خوفا من المعلنة وتطلق المعلنة نفسها غضبا من المخفية!
لذلك ولغيره حواء موريتانيا أول مستفيد من تعدد الزوجات!!
بقلم: خديجة بنت ذو النورين