طالعت باستغراب تدوينة تداولتها المواقع الألكترونية للمدعو السعد ولد الوليد ذكر فيها زورا و بهتاناً أنني بـ”عفوية” (حتى لا يقول بسذاحة) تحدثت عن أموال حصل عليها المناضل الحقوقي العظيم بيرام ولد الداه ولد اعبيدي من رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو.. و الحقيقة التي لا مراء فيها هي أنني لم أتحدث إطلاقا في أية مناسبة عن حصول بيرام على هذه الأموال، لأنه لا علم لي بها أصلاً.. و كل ما أتذكره هو أن شبابا ينشطون على صفحة لهم على الفايس بوك، يختارون لها ضيوفا يحاورونهم في مواضيع شتى، شرّفوني بأن كنت ضيفا عليهم، و قد سألوني عن الجائزة التي حصلنا عليها من “هيئة ولد بوعماتو للمساواة و تكافؤ الفرص” فأخبرتهم بتفاصيل علاقتنا برجل الأعمال المذكور، دون مجانبة و لا مواربة.. و لم أتطرق ببنت شفة لأموال حصل عليها المناضل بيرام، لا تصريحا و لا تلويحاً.
و قد تتبعت تصريحات السعد الكثيرة التي يتهجم فيها على رفيق أمسه، فوجدت أن خطابه في نقده لا يستهدف فلسفته الحقوقية و لا منهجيته و طريقته في النضال و إنما يقتصر على أن “بيرام حصل على كذا..” و “أعطاه فلان كذا” مما يعني أن كل ما يهم ولد الوليد هو الغلة و الثمرة المادية، التي تبنيتُ من “كذبه” الكاشف فيما أورده عني أنه يكذب أيضا فيما أورده عن الآخرين.
الحقيقة أنني كنت ألتزم الحياد حيال الخلاف بين السعد و بيرام، رغم صداقتي ببيرام و إعجابي بخطه النضالي الجسور، غير أنني استشكلت في صمت كيف يمكن للسعد أن يهاجم بيرام كل هذا الهجوم و هو في السجن.. و اعتبرت الأمر مناقضا للروح الطلائعية التي لا تطعن من الخلف. تماماً مثلما يفتري علي كذبا و أنا مناضل مغترب، قذفت به مناوئته لديكتاتورية يمعن السعد في مغازلتها و الارتماء في أحضانها بعيدا عن أسرته و ذويه..
إن الافتراء علينا ليس هو ما ينبغي أن يعاضدنا به النبلاء من أبناء الوطن.. و لكن أين النبلاء.؟
إن الكرام قليل، و ليس من ضمنهم قطعا المشاركون في “حوار اللبنه”، الجاعلون من أنفسهم عصى يوجع بها ولد عبد العزيز المناضلين الحقوقيين ضرباً.
حصل لي الشرف بأنني لا أعرف السعد ولد الوليد، و المرة الوحيدة التي قابلته فيها كانت في دكار، عندما نظّم شباب منظمة إيرا اجتماعا فيها العام الماضي، كان السعد من بين حضوره.. و في إحدى تلك الليالي هاتفني أحد الشباب و أخبرني أن ولد الوليد في مأزق و يحتاجون لمساعدتي حتى تتم تسويته بالحسنى و من دون شوشرة قد تصل أسماع الصحفيين الفضوليين.. سابقت الريح إلى الفندق، فكانت القصة أن السعد خلا في غرفته بأحدى المومسات و بعد أن قضى وطره منها، تبيّن أنه لم يكن يملك المال الكافي لدفع تكاليف تلك “الخلوة النضالية الحمراء”، و الطامة الكبرى أنه كانت بحوزة المومس بطاقة ترخيص لها بممارسة الدعارة، مما يعني أن اتصالها بالشرطة، سيوقع السعد في نحس.. و كانت المومس قد تأبطت ثياب السعد مما جعلنا نتحرج من دخول الغرفة و الاكتفاء بالتفاهم معها..
المهم أنني تداركت الموقف و دفعت للمومس عرق “جبينها”.. و هي الحسنة التي يقابلها السعد الآن بسيئة.
فالحقيقة أنه إذا كان هنالك من استفاد عن طريقي من مال فهو السعد الذي فك ضائقته يوماً (بل ليلة)، و ليس بيرام.
و في النهاية أقول لولد لوليد إنه كان قد استعذب لحم بيرام و رفاقه لأنهم لا يردون عليه، فإن لحمي مر كالعلقم، و في جعبتي من فضائحه ما لو نشرناه لما استطاع بعدها النظر في وجه مواطن موريتاني. و ليبحث عن قوت لبطنه من غير التهجم على أولاد لبلاد.
أولاد أحنَ.!
نقلا عن صفحة اسحاق سيدي ابراهيم (أولاد لبلاد)