لا يخفي منتخبو الموالاة انزعاجهم من الحوار ويخشون من أن يصبحوا كباش كل تفاهمات يخرج بها الحوار، فهم لم يسددوا بعد فواتير حملاتهم المادية.. أما المعنوية فلا حديث عنها ولا هم يحزنون.. ولم يستثمروا مقايضة نفوذهم التشريعي بعد بصورة ناجعة.. ويخشون مواجهة ناخبيهم داخل البلاد فلم يلبوا لهم أي طلب.
ويتضاعف الإحباط وخيبة الأمل بسبب عوامل أخرى منها أن معظم هؤلاء ليسوا من أصحاب المبادئ بل هم في معظمهم أصحاب مصالح وطلاب منافع، ويتذكر الرأي العام أنهم ماطلوا في اصدار قانون المالية لسنة 2015 في مسعى لزيادة رواتبهم الخاصة ويستميتون في هكذا قضايا.
من الصعب أن يقتنع هؤلاء ومعظمهم من أصحاب السوابق السياسية بأهمية الحوار أو بضرورة حكامة سياسية تشاركية راشدة.. هم يريدونها حكامة زبونية.. تراعي مصالحهم أولا حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن.. ثم إنهم يعتقدون أن الانتخابات مكلفة وأن الاستقرار يتطلب استكمال المأموريات الدستورية وهم في هذه على حق.
وفي جميع الأحوال هم جزء من المشكل ومن المشهد وعليهم أن يدركوا أن الوطن للجميع وأن الحوار يتسع للجميع وأن التغيير سنة الحياة وأن هذا الحوار كان له ما قبله وسيكون له ما بعده.
محمد عبد الله محمدو