تعاطف الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي فى مقال مطول مع المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وقال شنقيطي "إن الجدل الدائر في موريتانيا حول المقال الرديء الذي كتبه أحد الشباب الأغرار، فتطاول فيه على مقام النبوة، وأبان عن جهل مركب للسيرة النبوية العطرة، وانجذابٍ بليدٍ إلى دعايات قومٍ أظلمتْ قلوبُهم وبصائرهم. ومن الجليِّ أن الغرَّ البليد الذي اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحيز العرقي والقبَلي يجهل تلك الملحمة العظيمة التي قادها ذلك النبي العظيم، فسقط فيها جبابرة الروم والفرس والعرب من غلاظ الأكباد المتكبرين: هرقل وأنوشروان وأبو جهل وأبو طالب والمغيرة.. وفاز فيها المستضعفون من ذوي السرائر النقية والنفوس الفطرية: سلمان وبلال وصهيب.
وأضاف "أقترح على السلطة السياسية والقضائية في موريتانيا التعامل مع هذا الشاب المتطاول على مقام النبوة بمنطق السياسة الشرعية لا بمنطق الحدود، وأن تعامله معاملة المريض العليل القلب، المحروم من محبة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، فتحجزه في السجن أو في بيت أهله، وتزوده بكتب في السيرة النبوية العطرة، ثم تُوكِل إلى عالمٍ ثقة أمرَ الحوار معه وتعليمه قبسا من مشكاة النبوة كل يوم. فإن أراد الله به خيرا فسوف يرعوي ويتوب، وإلا فالله غني عنه ولا خير للمسلمين فيه. وأسوأ رسالة يوجهها المسلمون اليوم إلى العالم اليوم –من منظور السياسة الشرعية- هي قتل المرتد أو المتطاول على مقام النبوة، لما في ذلك من الإيحاء بأن الناس متمسكون بالإسلام خوفا من قطع رقابهم، لا اقتناعا بأنه دين الحق. فالحرص على صورة الإسلام النقية هي التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يتسامح مع المنافقين والمرجفين والطاعنين، وهي غاية شرعية لا تزال وستظل قائمة".
مضيفا أما المتحمسون الداعون إلى قطع الرقاب فإني أقدِّر حماستهم الإسلامية ومشاعرهم الإيمانية، وحُقَّ لهم ولنا الغضب لله ولرسوله. لكني أذكِّرهم بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أكثر حماسا منا ومنهم، وكان أشدَّ على المبطلين والمستهزئين، وقد قال: "دعْني يا رسول الله فأقتلْ هذا المنافقَ". لكن الحكمة النبوية الحريصة على كسْب الألباب لا على قطْع الرقاب هي التي سادت في نهاية المطاف.. وهي التي يجب أن تسود دائما وإلى الأبد. فلا بديل عن كتاب الله وحكمة النبوة ميزانا لمن يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" (سورة آل عمران، الآية 31).