دولة المؤسسات دولة تشاركية مدنية تعددية تقوم على فصل السلطات وعلى الشورى والتداول والتناوب ، فلا مجال فيها للشخصنة ولا سبيل إلى الشيطنة .. هنالك حوكمة متفق على مجرياتها تعطي كل ذي حق حقه وتضع الانسان المناسب فى المكان المناسب حسب معايير الكفاءة والاستقامة والنزاهة والتضحية وحسن الأداء وهذا الصنف من الدول يسود اليوم ويحكم العالم المتمدن.
أما دولة الرجل القائد فهي دولة هرمية مشخصنة كل طرقها تؤدي للقائد المايسترو الذي لا يخطئ ما دام على رأس السلطة ويلعنه الجميع حالما يتخلى عن السلطة أو تتخلى عنه فهي طوق نجاته المؤقت من الهلاك.
السلطة فى دولة الرجل القائد ممركزة لحد الافراط فهو من يأمر برش المبيدات ويصرف المستحقات ويدقق الحسابات .. المايسيترو هو من يتخذ كل القرارات ومن تسند له كل النجاحات .. أما الاخفاقات فهي دائما من كيد الطابور الخامس المتربص.
وطبعا فكما يكون الناس يولى عليهم ولكل شعب الحكامة التي يستحق ، فمعالم دولة المؤسسات واضحة وماثلة عبر العالم ، ومعالم دولة الرجل القائد أكثر وضوحا وعلى شعوبنا الافريقية والعربية أن تختار لأنه لم يعد هنالك من يختار بدلها ولم يعد هنالك من يطمح حتى لإعادة استعمارها فهي متروكة لعبث قادتها ومستقبلها الغامض.
وفى ذلك فليتناس المتنافسون.
عبد الله محمدو [email protected]