تيرس أرض رمزية مفعمة بالجمال حباها الله بطبيعة معطاء.. هضابها مشحونة بخامات الحديد.. ومنخفضاتها أرض رعوية خصبة.. تخضر في الشتاء.. سهول تيرس وسباريتها الخضراء تدعوك لحداية العيس واحتساء حليبها وتذوق لحمها الطري في أجواء منعشة لا يكدر صفوها دخان ولا غبار.
وكما كانت تيرس ملهمة للشعار فهي مكان مناسب لخلوات الرؤساء، فالمرحوم المختار ولد داداه كان يهواها وهي حبه الأول وعندما لا يتمكن من زيارتها كان يقضي إجازته بمدينة انواذيبو على مشارفها.. ومحمد خون ولد هيدالة ابنها البار الذي يعود إليها كلما أتيحت له الفرصة.. ومعاوية ولد الطايع كانت هوايته المفضلة دراسة خرائطها العسكرية والطبيعية وكان يعتبر أن معرفة المكان مفتاح النصر العسكري.. والرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز يزورها ويكتشف سحرها وروعتها.. ويروى أنه يخلو بها ويمارس رياضة المشي لساعات هذه الأيام في فضاءاتها الخضراء وكأنه يحاول إفراغ ما برأسه من هموم الحكم ثم يعود للتفكير والتأمل، فالمكان خرافي ويمنح فرصة نادرة للتفكير الهادئ.. وهو ما جعل العارفين بسحر تيرس ورمزيتها لا يستبعدون أن تلهم الرئيس إصلاحات كبرى يختتم بها مأموريته الثانية.. لكن تيرس سهلة ممتنعة والرئيس صعب المراس وعليها أن تعرف أنها ليست محظية الرئيس الوحيدة فقلبه اتسع لمحظيات أخرى.. والبقية تأتي.
عبد الله محمدو https://www.facebook.com/dedehmed