انطفأ الكومندتو فيدل أليخاندرو كاسترو آخر أبطال الحرب الباردة .. سادن كوبا الذي تحدى الجبروت الأمريكي عن قرب على مدى 50 سنة وارتمى فى أحضان الروس لكي يظل غير منحاز وفك كل حصارات الجغرافيا السياسية بالأممية الفكرية الثورية.
تحولت ملامح الثائر الملتحى إلى كومة رماد تذروها رياح كوبا الممانعة فى عيون مناصري ومناوئي فيديل كاسترو على حد سواء.
رحل الرجل الذي ألقم مشيطنيه أحجار الاخفاقات ونجى من 600 محاولة اغتيال ومن 10 محاولات غزو محكمة ، ومن تأثيرات لبرسترويكا وشطحات قوربا تشوف وانهيارات المعسكر الشيوعي.
رحل القائد كاسترو الذي أنجح الثورة الأنغولية ومن خلالها ساهم فى انهاء نظام الأبرتايد.
رحل الرجل الذي أشعل جذوة الثورة والتمرد إلى غير رجعة فى أصقاع القارة الأمريكية.
انسحب الثوري المقاتل الخطيب المسلاق المزواج المطلاق الفارس المغوار الذي غرد خارج كل الأسراب لأزيد من نصف قرن.
ذهب كاسترو الذي انتصر على كل خصومه إلا واحدا هو الموت.
ذهب رجل العصابات الذي أبى إلا أن يكون رماده مادة عضوية فتاكة تذر فى أعين حساده ومناوئيه قبل أن تتلاشي فى دورة التجدد وتكون سمادا لمآلات كوبا وما حولها.