هل نحن شعب بلا تراث ولا تاريخ حتى يجهد المنتدى نفسه في محاولة اختلاق رموز لنا؟ ويقيم الدنيا على أساس المساس بها، بعد الحرب المقدسة ضد إدخال تحسينات على العلم والنشيد الوطنيين، يطل علينا المنتدى اليوم من واشنطن بكاء وندبا على "مئذنة مسجد شنقيط" القابعة في العاصمة الأمريكية والتي قررت الحكومة التخلي عنها..
بربكم، هل من الرشد في بلد ما زال بعض سكانه يرزحون تحت نير الفقر والجوع والجهل والمرض والبطالة.. التمسك بمقر سكن لسفير يكلف ترميمه مئات ملايين الأوقية وصيانته الدائمة ما يناهز ذلك؟!
إن آخر طبعة لقميص عثمان هذه الأيام، تتضمن مغالطات مكشوفة تستوجب توجيه أسئلة إلى بعض نشطاء المنتدى الذين كانوا في الحكومات السابقة، من قبيل أين كنتم أيام حصول الدولة الموريتانية على هذا العقار؟ كيف تمت صفقة الحصول على المبنى؟ ولماذا ا لم تتساءلوا حينها عن مدى شفافيتها ا؟
إن حكومة بنت وتبنى السفارات في مدريد وآديس آبابا وأبوظبي والرياض.. هي آخر من يجب أن تحوم الشكوك حول ذمتها بخصوص محاولة التربح من بيع عقار لسفارة، خصوصا إذا ما كانت عملية بيع مقر السكن في واشنطن قد أحيطت بكل عوامل احترام المساطر القانونية حيث تم إيفاد لجنة مشتركة تضم المفتشية العامة للدولة والمفتشية العامة للمالية ووزارة الإسكان لتقييم وضعية المبنى بناء على طلب الترميم، وقد خرجت اللجنة بتوصية مفادها أن هذا المبنى أضحى عبئا على ميزانية الدولة ومن الأفضل بيعه، فقررت الحكومة الالتزام بشراء مبنى جديد حتى لو كلف زيادة ثمن المبنى المباع.
وقد أعلن عن عملية البيع بشكل شفاف من خلال مكتب أمريكي متخصص تم اختياره للقيام بالعملية على خلاف ماه معتاد سابقا في هذا النوع من الصفقات، ولكم أن تسألوا نشطاء المنتدى الذين شغلوا مناصب سامية في الحكومات الماضية.
كنت سأكون محرجا لو كشف المنتدى عن خرق للقانون في الصفقة أو قدم دليلا واحد على عدم شفافية الصفقة بدل جمل إنشائية توزع التهم دون بينة، لكن أن يقتصر الأمر على خيار حفظ المدر أم خدمة البشر، فإن حكومتنا قد فعلت عين الصواب عندما اختارت أن تقف إلى جانب مصلحة المواطن الموريتاني بدل بنيات الطريق التي تناسب من تعودوا العمل في أجواء الظلام الدامس.
بقلم: أحمد ولد محمدو