تمر موريتانيا بسجال سياسي واجتماعي هو الأعنف من نوعه في البلاد، وذلك في ظل انتشار وسائل الإعلام وخاصة وسائط التواصل الاجتماعي.
ومن بين مواضيع السجال التي حجزت مكانة "الثابت" بجدارة في عناوين النقاش اليومي النخبوي والشعبوي، موضوع الوضع المعيشي للمواطنين، ولكن هذا السجال يطال أكثر شريحة المحالين للتقاعد، المعروفة شعبيا ب"أهل رترت". وهي الشريحة التي انطلق الجدل مبكرا حول وضعها منذ سنوات قليلة بعد الاستقلال وإلى اليوم ونحن نتذكر مقولة مؤرخ موريتانيا وشاعرها المرحوم المختار ولد حامد (ما يفعل الشيخ إذا رترتا...)، لكن هذا السجال الاجتماعي تطور بشكل لافت حاليا حيث أن "رترت" طال العشرات من الموظفين ومن رتبة جنرال حتى بواب.
غير أنَّ دخول شخصيات من الوزن الثقيل على رسم خطوط لوحة الشكوى من همّ الوضعي المعيشي أمر جديد. فكيف إن تصدرت صالونات نواكشوط أبيات جديدة للشاعر الكبير والرئيس السابق لاتحاد الأدباء والكاتب الموريتانيين محمد كابر هاشم. لنترك التعليق جانبا ونقرأ الأبيات:
أحالتْهُ الحُكومةُ للمعاش
وقدْ قُدرَ المعاشُ على المعاشِ
وإنْ دخل المعاشُ السوْقَ قالتْ
"تكاثرتِ الظباءُ على خٍداش".