أوقفتُ السيارة قبالة البنك الشعبي على شارع جمال عبد الناصر في انتظار أحد التجار. و قبل أن أنزل منها، تقدم إليّ رجل ملثم و بعد التحية سأل: "هل أنت فلان؟ قلتُ "بلى"، قال دون مقدمات: "الحوار خالك وللّ ماهُ خالك؟ لا تَعَجْلُوا"! و قبل أن أجيب، تقدّم نحونا آخر و قال:"مَرَحْبَ افْلان، الحوار خالك وللّ ماهُ خالك ؟ أعَجْلُوا"! ثم تقدّم ثالث و رابع و خامس...و توالت الأسئلة، هذا يسأل: "ما هي المُمهّدات"؟ و ذاك: "ما هي المهدّئات"؟ ثم جاء من يسأل عن "الشروط"، ثمّ مَنْ يرى أنّ: "الصّلح خيرٌ، و لا يحتاج إلى مهيّئات". ثمّ تكلّم مَنْ يرى أنّ في الأمر "خديعة" و "مكيدة"...أمّا أنا، فكنتُ أوزع البسمات، و أهزُّ رأسي على الفوق و على التحت...لمدّة 40 دقيقة طويلة و صعبة...بعدها حضر صاحبي، و غادرتُ السوق بأسرع ما يُمكن.
نقلا عن صفحة الوزير السابق محمد فال ولد بلال على الفيسبوك