أفادت مصادر عسكرية وسكان محليون إن قوات سنغالية تحركت نحو الحدود مع غامبيا أمس الأربعاء في ظل تهديدات بعمل عسكري ضد جامي.
وأكد سكان بجنوب السنغال (من بلدتي ديولولو وزيجونيتشور المحاذيتين للحدود مع غامبيا) لوكالة رويترز أن أرتالا من الآليات والجنود السنغاليين تحركت صوب الحدود مع غامبيا.
وتأتي تحركات الجيش السينغالي بعد زيارات خاطفة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لغامبيا والسينغال أجرى خلالها لقاء مع الرئيس المنتهية ولايته جامى استمر لمدة أربع ساعات وخرج من اللقاء "أقل تشاؤما" بعد أن كان التشاؤم هو المسيطر نظرا لتعقيد الوضع.
كما يأتي بعد لقاء الرئيس الموريتاني فى دار مع الرئيس السينغالي مكي صال و الرئيس المنتخب بارو وأكد خلاله الرئيس الموريتاني على إمكانية حل المشكلة بالطريقة السلمية.
وقد تعهدت قيادة التحالف العسكري لدول غرب أفريقيا، أمس الأربعاء، بالتدخل العسكري في غامبيا، ما لم يسلم جامي السلطة.
وقال القيادي بالتحالف سيدو مايغا مبورو -لراديو "أر أف أم" السنغالي "جميع القوات اتخذت مواقعها، بانتظار اللحظة الأخيرة لانتهاء المهلة القانونية لتسليم جامي السلطة لبارو الذي فاز بالانتخابات الرئاسية مطلع ديسمبر/كانون الأول 2016".
ومن جانب آخر، أعلن رئيس غانا نانا أكوفو-أدو -في بيان الأربعاء- أن بلاده سترسل 205 من قواتها إلى غامبيا للمشاركة في قوة إقليمية ستنتشر في البلاد إذا لم يتنح جامي. وأرسلت أيضا نيجيريا قوات جوية وبحرية للمشاركة في القوة الإقليمية إلى جانب السنغال.
ويأتي هذا التصعيد، بعد ساعات من تصويت البرلمان الغامبي الأربعاء على تمديد فترة ولاية جامي المفترض أن تنتهي منتصف هذه الليلة، لمدة ثلاثة أشهر إضافية.
كما أعلن جامي الثلاثاء -في بيان- حالة الطوارئ في البلاد، مبررا ذلك بأنها "ستحول دون حدوث أي فراغ في السلطة" مضيفا أنه "في ظل حالة الطوارئ العامة، ستحترم الحريات المدنية بالكامل، في حين سيحظر على جميع المدنيين والسكان ارتكاب أي أعمال عصيان".
وفي ظل أجواء التوجس، عبر مئات الغامبيين الحدود إلى السنغال منذ الانتخابات خوفا على سلامتهم بسبب الاضطرابات السياسية، وشددت السلطات السنغالية إجراءات الأمن.
وكانت منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وعدة دول قد حذرت من انزلاق غامبيا إلى الفوضى، مطالبة جامي بتسليم السلطة إلى خلَفه المنتخب. بينما دعت بلدان الثلاثاء رعاياها إلى مغادرة غامبيا في أسرع وقت.
وخسر جامي الانتخابات الرئاسية في الأول من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي أمام زعيم المعارضة بارو الذي لجأ مؤخرًا إلى السنغال.
ومع أن جامي اعترف بهزيمته في البداية، فإنه أعلن لاحقا عن وقوع "انتهاكات غير مقبولة" ارتكبتها لجنة الانتخابات المركزية، وأصر على أن الحل الوحيد للأزمة يتمثل في إعادة الانتخابات.
وتعد غامبيا أصغر دولة بأفريقيا، لا يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، ويحدها من الغرب المحيط الأطلسي، بينما تحيط بها السنغال من بقية الجهات.