توجت جهود موريتانيا المدعومة من طرف غينيا كوناكري ودول إفريقية وأطراف دولية بنجاح حاسم أثمر اتفاقا يترك بموجبه يحي جاميه السلطة ويغادر بانجول إلى انواكشوط التي يصلها مساء اليوم ويتوقع أن يغادرها منتصف الأسبوع القادم إلى المملكة العربية السعودية حيث ينوي تقضية وقته بجوار الأماكن المقدسة.
وهذه نهاية سعيدة لمشاور جاميه المثير للجدل ونهاية لوساطة موريتانية ناجحة ولكنها ليست نهاية المطاف ، فمن المفروض والمنطقي أن لا تدخل القوات السينغالية إلى غامبيا لأنه لم يعد هنالك مبرر لأي تدخل من هذا القبيل.
موريتانيا بحاجة إلى مواصلة العمل مع اشقائها الأفارقة وأصدقائها الدوليين كي لا يتحول الموضوع من انتقال للسلطة إلى عملية احتلال بلد مجاور وهي بحاجة إلى اجراء مراجعات وعقد نقاشات أخوية مع السينغال للوصول إلى تفاهمات بشأن صيانة الأمن الاقليمي وترك الغامبيين يديرون شؤونهم بانفسهم.
فخروج جاميه يجب أن يكون فرصة لترسيخ ديمقراطية التناوب لا مندوحة لبسط نفوذ السينغال ونشر غسيلها الاقليمي وترحيل مشاكلها العالقة فى "كاسماس".
وبالنسبة للرئيس بارو نتمنى أن تتجاوز بصيرته بهارات "التيرينغا" ونشوة استلام السلطة ليتدبر كنه العلاقة الخاصة مع موريتانيا الضرورية لاستقلالية غامبيا ولسيادنها ولحاضرها ومستقبلها.
وبالنسبة للرئيس محمد ولد عبد العزيز نهنئه على نجاح المبادرة ولكنها ليست كل شيء وإنما هي بداية المشوار ، فاحتضان الرئيس بارو ومواكبة غامبيا الجديدة وحماية المصالح الموريتانية تشكل أم المعارك.
فما حصل لحد الآن هو توضيب للميدان أما معركة المصالح الاقليمية فتوشك أن تدلع إن لم تكن إندلعت بالفعل.
هذه المعركة لا تحسم إلا بالمبادرة وبتشبيك الجهود الاقليمية والدولية وبتدبير التوافقات التي تصون مصالح كل الأطراف.
بقلم: أحميدوت ولد أعمر