رحل جاميه وليته لم يرحل ..!!! فتردد بارو "المنتخب" شعبيا فى الدخول إلى بانجول إلي حين "توضيب الأمن" وتلقي الاشارة بذلك من مضيفه مخيب للأمال ومثير للتساؤل حول شخصية الرجل الذي بدأ حارسا شخصيا لحريم داوود كير با جورا الرئيس الأول لغامبيا ثم تاجرا فمرشدا سياحيا .. هل يمكن أن يكون رجل المرحلة؟
كل الصور الواردة من المسرح الغامبي مخيبة للآمال ومخجلة فمظهر انبطاح الجنود الغامبيين واستسلامهم للسينغاليين الذين أعملوا فيهم الأقدام مظهر مخزي ومشين ولا مبرر له ، وتطاول السينغاليين وتفننهم في إذلال من يدعون أنهم جاءوا لإنقاذهم عار وجريمة فى حق الكرامة الافريقية.
الطريف أن مشهد الاذلال هذا انتهى بانبطاح الجميع ،فقد انفجرت عجلة شاحنة أثناء انبطاح الغامبيين فانبطح السينغاليون بدورهم وهرعوا نحو الغابة زحفا على بطونهم.
ومرة أخرى تدخل أشاوس غامبيا ليعتقلوا سائق الشاحنة ويقدموه كقربان للسينغاليين بوصفه أحد سحرة جاميه الغائب الحاضر.
وهاجس سحرة جاميه يلاحق أنصاره ومعارضيه ويعتبرونهم طابورا وهميا خامسا يخافه السينغاليون ويحسب له بارو ألف حساب.
ويروج فى بانجول بأن توضيب الأوضاع الذي ينتظره بارو هو إزاحة بعض السحرة وتفجير كمائن سحرية وإبطال مفعول ألغام شيطانيه خلفها جاميه كي لا تقوم من بعده قائمة لخلفه .. وحتى كلاب بانجول السائبة وتماسيح الشاطئ تعتبرها المخيلة الشعبية أدوات سحرية مطواعة يصفي بها جاميه حساباته العالقة.
فمشكلة الغامبيين من هذا المنظور ليست مشكلة تناوب ديمقراطي فتحت أبوابه عبر صناديق الاقتراع وإنما هي أولا وأخيرا التحرر من الخرافات والخزعبلات المتراكمة فى شعور القوم ولا شعورهم .. وتلك لعمري قضية أخرى لن تنتهي برحيل جاميه ولا بتنصيب بارو.
أحميدوت ولد أعمر للرأي المستنير