(انواكشوط - الأخبار) قال العالم الشاب أحمد ولد اجاه إنه هو من تولى تحرير الفتوى التي تم تسليمها من عدد كبير من علماء موريتانيا، حول موضوع الردة، وتم نشرها منتصف ديسمبر 2013، مؤكدا أنهم ضمنوها - حينها - فقرة حول إسقاط حد القتل بعد التوبة اتباعا للإمامين الشافعي وأحمد.
وقال ولد اجاه في تصريح للأخبار إنهم أعادوا تحرير الفتوى ووقعها العلماء، وتم نزع هذه الفقرة منه بعد تعميق النقاش مع العلماء للأجلاء، وبعد أن تبين أن "القول بقبول توبة الساب الوارد في البيان الموسوم بعنوان: (هذا بلاغ للناس) لا يمكن اعتماده ولا التعويل عليه لأنه مخالف لمذاهب جماهير العلماء ولأنه مخالف لنصوص الشرع ومقاصده التي في مقدمتها حفظ الدين وأصوله وقواعده".
وأضاف ولد اجاي أنه تبين كذلك أن القول بقبول توبة الساب "مخالف للسياسة الشرعية، ومخالف لسد الذرائع، ومخالف لأصل مراعاة المصالح والمفاسد"، مؤكدا أنه بناء على ذلك "أصدر العلماء حكمهم النهائي في كتاب مطبوع بعنوان: (الردة)"، مردفا أنه هو من تولى تحريره، وتم توقيعه من العلماء.
وكان عدد من العلماء الموريتانيين قد أصدروا فتوى منتصف شهر ديسمبر 2013 حول حكم الردة، وتضمنت الفتوى تعريف الردة، والطرق التي تثبت بها، وحكم المرتد.
وأكد العلماء أن الردة هي "كفر المسلم المتقرر إسلامه بالنطق بالشهادتين مختارا"، مردفين أنه يكون "بصريح من القول: كقوله: إنه يشرك أو يكفر بالله نعوذ بالله، أو بقول يقتضي الكفر: كجحده حكما علم من الدين بالضرورة كوجوب الصلاة وحرمة الزنا، أو بفعل يتضمن الكفر ويستلزمه استلزاما بينا كإلقاء مصحف بقذر ولو طاهرا كبصاق أو تلطيخه به والمراد بالمصحف ما فيه قرآن ولو كلمة، ومثل ذلك تركه به أي عدم رفعه إن وجده به ومثل القرآن أسماء الله وأسماء الأنبياء، وكتب الحديث وكذلك حرق المصحف وما ذكر معه إن كان على وجه الاستخفاف".
وخلال نص الفتوى وجه العلماء رسالة للمرتدين "ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﺮّ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺮ ﺑﻪ"، كما نبهوهم إلى "ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺑﻨﻄﻘﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟها ﺁﺧﺮ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻧﻔﻴﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺋﻪ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﺮﺩّﻩ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﺳﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﻗُﺒﻠﺖ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ"، مؤكدين أنهم سيسقطون عنه "ﺣﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﻺﻣﺎﻣﻴﻦ: ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ"، وهي الفقرة التي تم حذها لاحقا بعد "تعميق البحث مع العلماء" يقول ولد اجاي.
وقد أثارت القضية جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا بعد تداولِ مدونين لها على صفحاتهم منذ البارحة، ومقارتنها بفتاوى تقول بعدم استتابة المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، وبقتله في كل الأحوال، كفرا إن لم يتب، وحدا إن تاب.
وتصاعد الجدل حول القضية بعد إلغاء المحكمة العليا للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف في نواذيبو حول قضية كاتب المقال المسيء ولد امخيطير.
وأصدر العلماء فتواهم في نهاية العام 2013 بعيد نشر مدون يسمى العتيق ولد أب تدوينة يسيء فيها لنبي الله إبراهيم عليه وسلم، قبل أن يغادر البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وعرفت الأسابيع الأخيرة من 2013 والأولى من 2014 نشر العديد من الإساءات للنبي صلى الله عليه وسلم ولعدد من الأنبياء صلوات الله عليهم في موريتانيا.
ووقع على الفتوى الصادرة في ديسمبر 2013 عدد كبير من العلماء الموريتانيين، من بينهم:
- محمد فال "ابَّاهْ" بن عبد الله.
- محمد الحسن بن أحمدُّ الخديم.
- القاضي ابَّيْنْ بن بَبانَهْ.
- القاضي أحمد شيخنا ابن أمّاتْ.
- محمد المختار بن امْبالهْ.
- أحمدُّو بن المرابط بن حبيب الرحمن.
- حمدا بن اتّاه.
- محمد بن سيد يحيي.
- محمد عبد الرحمن بن فتًى.
- محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد.
- ابَّاهْ بن محمد عالِ بن نِعْمَهْ.
- سيد محمد بن الشّوّاف.
- محمد عبد الله بن المصطفْ.
- محمد الأمين بن ابَّاه.
- محمدن الزايد بن لمرابط محمد سالم بن ألُمّا.
- محمد سالم بن اتاه بن يحظيه بن عبد الودود.
- حَيْمِدّهْ بن لمرابط محمد سالم بن ألُمّا.
- المختار بن بَوْبّهْ.
- محمد بن محفوظ بن المختار فالْ.
- عبد الرحمن بن البحر بن عَدُّودْ.
- الدينْ بن محمد علي.
- محمذِنْ فالْ بن آبَّـــ.
- أحمد بن أجّاهْ