لا يكاد بيت في هذه البلاد يخلو من قصة زواج متعثرة انتهت بطلاق وتشرد للأبناء ، وفي معظم حالات الطلاق هذه يغيب عنصر التفاهم بين الزوج وتتراكم المشاكل الناجمة عن عدم التفاهم هذا حتى يصل الطرفان إلى طريق اللاعودة، وطبعا في هذه البلاد لاشيء أسهل على الرجال من يمين الطلاق ، وعلى عكس المألوف أيضا تحتفل نسائنا بالطلاق وتشتت العائلة في مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام.
أحرزت موريتانيا قصب السبق عربيا في الطلاق والتفكك الأُسَري حيث وصلت نسب الطلاق فيها إلى 34% وهو المعدل الأعلى عربيا ، وفي غالبية حالات الطلاق لدينا لم يعرف الزوجان بعضهما قبل الزواج ولم تكن هناك فترة خطوبة، وفي حالات أخرى لم يرى الزوج مطلقا زوجته ولم يتعرف عليها، حيث زواج الأقارب سلعة رائجة وحيث تجبر الفتاة على القبول بابن عمها حتى وإن كانت لا تطيقه، وتقبل حكم المجتمع ثم بعد الزواج تكتشف أن العيش معه تحت سقف واحد أمر مستحيل.
فتحيل حياته إلى جحيم.
سيجادل البعض بأن تقاليدنا ومعتقداتنا تحرم علينا التعارف بين الزوجين قبل الزواج، لكن التعارف لا يفترض اللقاء والخلوة غير الشرعية، ثم إن الإسلام يحث على الاختيار الجيد لشريكة الحياة وينظر إلى الأسرة على أنها رباط مقدس لا يجب المساس به.
أستغرب من أنه حتى مع ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والتعارف واللقاء عبر هذه الوسائط ظلت المعرفة بين أزواج المستقبل سطحية وساذجة إلى أبعد الحدود، حيث يكتفي الرجال والنساء في الغالب بمعلومات عامة وأحيانا يبالغ الطرفان في إخفاء عيوبهما عن بعضهما البعض ، إلى الدرجة التي تجعل كل منهما أمام يقف مذهولا أمام مفاجئة من العيار الثقيل ومنذ اليوم الأول للعرس، تختلف الطباع والعادات والهوايات وتعيش الشخصيات انفصاما كاملا في غياب لأدنى حدود الانسجام والود حتى رغم أنهما عرفا بعضهما منذ سنوات على الواتساب والفيسبوك ومع ذلك قد لا يصمد زواجهما لأكثر من عدة أيام.
هذه دعوة إخوتي وأخواتي إلى التريث والتمعن في شريك او شريكة الحياة لأن الاختيار صعب وهامش الخطأ غير متاح والأخطاء تتراكم مع السنين ويدفع ثمنها أطفال أبرياء ذنبهم الوحيد أن أبويهم اختارو بعضهم بعشوائية مفرطة كما ينقي المتسوق بضاعة من أحد المتاجر .
بقلم : حنان محمد سيدي