يواصل مئات العمال الموريتانيين إضرابهم عن العمل احتجاجاً على تدني رواتبهم وسط تجاهل رسمي لمعاناتهم. وينفذ عمال شركة الصناعة والمعادن "اسنيم" كبرى شركات البلاد إضرابا شاملاً منذ 15 يوما، يعتبر أكبر إضراب عمالي في تاريخ البلاد، وبينما تجاهلت السلطات الموريتانية معاناة المضربين قامت إدارة الشركة بفصل العشرات من العمال بدعوى أن إضرابهم غير قانوني.
ويتظاهر عمال "اسنيم" يوميا مؤكدين أنهم سيواصلون الإضراب حتى تتحقق مطالبهم مهما كلفهم الثمن، وينظمون أنشطة احتجاجية ومهرجانات شعبية باتت تستقطب جل ساكني مدينة "ازويرات" العمالية بأقصى الشمال الموريتاني، حيث يحظى العمال بتعاطف كبير من قبل السكان وتقدم لهم تبرعات عينية من طعام وأفرشة دعما لأنشطتهم الاحتجاجية.
وكانت الشركة الوطنية للصناعة والمعادن قد وقعت اتفاقاً على نقابة العمال لرفع الرواتب ومنح علاوات على الإنتاج العام الماضي، لكن الشركة تعللت بتراجع أسعار الحديد وتأثر أرباحها السنوية للتملص من الاتفاق.
وتعتبر الشركة الوطنية للصناعة والمعادن أكبر شركة صناعية في موريتانيا، وقد حطمت رقمها القياسي في مجال المبيعات خلال العام الماضي، حيث بلغت مبيعاتها نحو 13 مليونا، 54 ألف طن من خامات الحديد.
وأكدت الشركة أن مبيعاتها تجاوزت بذلك ما حققته خلال عام2013 والتي لم تتجاوز 12 ألف طن من خامات الحديد، كما تمكنت الشركة من تحطيم رقمها القياسي في مجال التفريغ على مستوى الميناء المعدني بمدينة نواذيبو، حيث تمكنت من نقل 13 مليونا، و306 آلاف طن من مدينة ازويرات وتفريغها في نواذيبو.
وانضم أخيرا عمال الصيانة بالشركة الوطنية للصناعة والمعادن إلى المضربين لتصبح آليات الشركة بما فيها القطارات مهددة في أية لحظة بالتوقف، بينما تصر إدارة الشركة على تشغيلها من دون صيانة مما يشكل تهديداً لخط تصدير خامات الحديد ويعرض الشركة لخسائر كبيرة، في حال استمر الوضع على حاله.
ويعتبر القطار المنجمي الموريتاني من بين أطول القطارات في العالم، إذ يزيد طوله على 2 كيلومتر، وينقل فلزات الحديد من كدية الجل التي تحوى أكبر احتياطي عربي من معادن الحديد في الشمال من مدينة أزويرات المنجمية إلى مدينة نواذيبو الساحلية قاطعا مسافة تقدر بـ700 كلم.
نقلا عن العربية نت