كنت أعني ما أقول حينما أشرت في مقال نشر مطلع يونيو 2016 إلي أن القمة العربية العادية الـ 27 نجحت فبل أن تعقد ، فقرار موريتانيا باستضافتها في ظرف زمني وجيز ودون سابق تحضير بعث الأمل وأعاد الدفء والحركية للعمل العربي المشترك وأثلج صدور العرب من المحيط إلي الخليج.
وعندما تلاقت الإرادات وتزاحمت عقول الأشقاء العرب إبان قمة مشهودة في انواكشوط خرج الصواب منزلا في توصيات وقرارات وبيانات بالغة الأهمية سعت موريتانيا صادقة لإنفاذها خلال رئاستها التي لم يمنحها الزمن ولم تمنحها الظروف العربية الفرصة الكافية.
ورغم ذلك فقد مكنت رئاسة موريتانيا من قطع أشواط مهمة على طريق تجاوز الخلافات البينية ولم الشمل وتفعيل اللحمة العربية الإفريقية وإسماع الصوت العربي في كل المحافل الدولية.
واليوم تستعد موريتانيا لتسليم الراية للأردن الشقيق الذي يستضيف القمة العادية الـ 28 خلال السداسي الأول من 2017.
ومع تمنياتنا لقمة عمان بالنجاح فإننا نتمنى أن تستغل موريتانيا الوقت المتبقي – وهو خاضع للتمديد – لتتوج رئاستها بتنظيم تظاهرات عربية نوعية تصب في تفعيل العمل العربي المشترك وتجنح للإرتقاء به إلى أفق التجاوب مع تطلعات وآمال العرب من المحيط إلى الخليج.
من هذه التظاهرات المتاحة:
ــ قمة للشباب العربي تحتضنها انواكشوط في أقرب الآجال تكون فرصة لتريتب الأوليات وتعيد الأجيال العربية الصاعدة لصدارة الفعل العربي وتمكن من تجاوز إكراهات ما بعد الربيع العربي ومن مواجهة تحديات العولمة في كافة أوجهها.
ــ مؤتمر شنقيط للثقافة العربية يفعل مسارات ثقافة التسامح والوسطية والانفتاح ويعكس دور العرب الريادي في مسيرة العطاء الثقافي الإنساني في الماضي والحاضر والمستقبل.
ــ لقاء تشاوري للوسطاء في الصراعات العربية يخرج بآليات علمية لتجاوز إكراهات الوساطة في صراعات متعددة الأطراف.
ولا يساورني أدنى شك في أن مكانة موريتانيا الديبلوماسية المميزة تؤهلها بالتنسيق مع الجامعة العربية ومع الأشقاء ومع الشركاء الدوليين لتنظيم نشاطات ناجحة في ظرف وجيز ، كما لا يساورني أدنى شك في أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي اتخذ قرار احتضان القمة العربية الـ 27 في ظرف مفصلي صعب قادر على اتخاذ قرار تنظيم هذه التظاهرات الجوهرية في معانيها ومراميها ورمزيتها والتي ستضيف لبنة للعمل العربي المشترك وتفتح أمامه آفاقا رائدة واعدة وتتوج جهود موريتانيا وتثرى ما أنجزته في ظرف وجيز خلال رئاستها الناجحة التي كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها.
فالنجاح ممكن وموريتانيا مؤهلة لجني ثماره ديبلوماسيا وإعلاميا وسياسيا وثقافيا يكفيها أن تبادر قبل فوات الأوان.
ولم أر في عيوب الناس عيبا *** كنقص القادرين على التمام
بقلم: أحمد مصطفى