رغم كل مظاهر الوقار والسكينة كانت جلسة الشيوخ الافتتاحية للدورة البرلمانية الاستثنائية ساخنة ، وقد لوحظ التوتر والنرفزة خارج القاعة وداخلها ، فخارج القاعة كان هنالك رأي بعدم الدخول واجهه رأي بالدخول كي لا يظهر الشيوخ بمظهر المعطل لأشغال مؤسسة ما تزال دستورية.
وسمع أحد الشيوخ وهو يقول لكوكبة من زملائه "لا تنتظروا مني شحذ السكين التي أذبح بها" وكان آخر يردد بأنه هنا بإرادة عامة الشعب ولن يخرج بمكائد مجموعة قليلة .. وخاطب شيخ الوزراء "لا تنسو أن وجاهتي الاجتماعية لا تنتهي بإلغاء غرفة الشيوخ".
وجرى الحديث عن بوادر حسن نية محتلمة تتعلق بتمرير قانون يضاعف تعويضات تقاعد الشيوخ وتحدث البعض عن منح أعضاء المجلس الحالي أفضلية الترشح للمجالس الجهوية المرتقبة .. ونكت أحد الشيوخ على شيخة انهمكت في صلاة نافلة ما قبل العصر وطلب منها أن تسأل الله سلامة النهايات .. وبادرته الشيخة ممتعضة بأنه لا راد لقضاء الله وقدره وبأنها تسأل الله للطف وحسن الخواتم.
وتساءل البعض عن إمكانية استمرار الرواتب حتى نهاية السنة .. واتسمت نبرات بعض الشيوخ بالحدة والتشاؤم ومنهم شيخ وقور ظل صامتا وعندما أراد زملاؤه استدراجه للحديث بادرهم بأنه منهمك في الاستغفار والتوبة للتكفير عن كل لغو الحديث الذي تفوه به داخل هذه البناية التي توقع أن تزال وتتحول إلي توسعة للقصر الرئاسي.
أما العمال والموظفون العاملون في المجلس فكانوا في حالة ترقب ويخامرهم أمل بأنهم سيحالون إلي الغرفة الباقية.
وبصورة عامة يمكن القول بأن السادة الشيوخ دخلوا مرحلة العناية المؤسسية المركزة ومنهم تيار يدعو إلي النضال حتى النهاية مهما كلف ذلك .. ومنهم تيار آخر يعمل على التهدئة وتجنب القيام بأي شيء مخل بسير المؤسسات الدستورية.
وهنالك شبه إجماع بين هؤلاء وأولئك على ضرورة الرجوع إلي الشعب في استفتاء عام فهو مصدر السلطة وعندما يقرر مصيرهم بصورة مشرفة سيتقبلون ذلك بروح وطنية ديمقراطية.
أما التغيير من داخل قبة البرلمان فيعتبره بعضهم إهانة لا مبرر لها.
بقلم: عبد الله محمدو [email protected]