تساءلت الدوائر السياسية في الرباط، عن أسباب تراجع الملك محمد السادس عن المشاركة في القمة العربية بالأردن ، وفي اللحظات الأخيرة، خلافا لما كان متوقعا بمشاركته في القمة، خاصة عقب الزيارة التي قام بها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثانين ، للمغرب، في رسالة وصفت بتحفيز العاهل المغربي للمشاركة في القمة العربية بعد غياب نحو 12 عاما عن المشاركة في مؤسسة القمة.
واستبعدت مصادر سياسية مغربية، أن تكون هناك أسبابا أمنية طارئة وراء غياب الملك محمد السادس عن قمة عمان، وأرجعت السبب إلى عدم اقتناع الملك بجدوى القمة في ظل ظروف “غير مرضية” من بعض القادة العرب، وبعضهم يعد سببا في الأزمات فكيف يشاركون في حلها ؟ وانه “اشترى خاطر” أقرب الأصدقاء الملوك إلى قلبه ( ملك الأردن) وحاول أن يقول له إنه سيجاول مراجعة موقفه للمشاركة في القمة، دون أن يرفض طلب عبد الله الثاني مباشرة، حفاظا على “مشاعر” الملك الذي بذل جهدا كبيرا في ترتيبات عقد قمة عمان.
وقال مصدر دبلوماسي لصحيفة أخبار اليوم المغربية، واسعة الانتشار، أعتقد أن المغرب لا يرى في القمة العربية المقبلة أهمية.. لافتا إلى أن “المغرب قبل سنوات، اعتبر أن العمل العربي المشترك هو عمل تقريبا شبه مجمد، ويعرف تناقضات كثيرة ويحتاج إلى إصلاحات مؤسساتية وسياسية عميقة جدا، وبالتالي فإن القمة الأخيرة التي رفض عقدها المغرب على أراضيه ن واستضافها موريتانيا ، تعطي انطباع بأن المغرب ليس مهتما كثيرا بالقمة”.
وأضاف : لكن، هذا لا يعني أن المغرب لا يريد أن يحيي هذا الفضاء العربي في إطار تجديد الدماء في مستويات مختلفة عربية – عربية، وهنا يتقاطع المغرب مع الأردن في سياقات معينة”.
وذكرت وسائل الإهلام المغربية، أنه بعد أن اتخذت كل التحضيرات لسفر الملك محمد السادس إلى عمان للمشاركة في القمة العربية، ألغى محمد السادس مشاركته في اجتماع العرب في الاْردن لأسباب مازالت مجهولة .. وترى مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، بحسب وسائل الإعلام، إن الموقف الملكي السابق الذي يرفض الطابع الشكلي وغير الفعال الذي تتسم به القمم العربية مازال مستمرا، حيث ينتظر أن يتم تعيين شخصية “سامية” لتمثيل الملك في أشغال القمة العربية في عمان
كان الملك محمد السادس، وجه رساله إلى القمة السابقة الـ 27 التي انتقل تنظيمها الى موريتانيا، موضحا أن اعتذار المملكة عن احتضانها “أملاه واجب التحليل الموضوعي المتجرد للواقع العربي، وضرورة التنبيه إلى المخاطر الداخلية والخارجية التي تستهدف تقسيم البلدان العربية، وذلك حتى نستنهض الهمم لمواجهة تلكم المخططات، ولاسترجاع سلطة القرار، ولرسم معالم مستقبل يستجيب لطموحات شعوبنا في التنمية ويليق بالمكانة الحضارية لأمتنا العربية”.
وتشير الدوائر السياسية المغربية، إلى ان آخر قمة عربية شارك فيها الملك محمد السادس هي تلك التي احتضنتها الجزائر سنة 2005، حيث بات الملك يقاطع هذه القمم لافتقادها للفعالية وارتهانها لانقسامات كبيرة بين دول المنطقة العربية، وعجز جامعة الدول العربية عن لعب دور مؤثر في إقليميا ودوليا.. وكان يمثله في أكثر من قمة شقيقه الأمير رشيد، أو شخصيات سياسية أخرى كرئيس الحكومة.
يذكر أن الملك الأردني عبد الله الثاني قد قام بزيارة إلى المغرب، الأسبوع الماضي، 23 مارس / آذار2017 وأكدا ، أثناء محادثاتهما، على أهمية أن تفضي القمة العربية إلى بلورة رؤية عربية مشتركة لمعالجة الأزمات والتعامل مع التحديات التي تمر بها المنطقة.