كثر القيل والقال بشأن استدعاء السفير السابق بالرياض محمد محمود ولد محمد الأمين ، فبعض الأوساط الإعلامية اعتبرته بداية تحضيره لخلافة الرئيس بعد انتهاء المأمورية الثانية ، والبعض توقع أن يكلف بتشكيل حكومة سياسية ، وتوقع آخرون أن يعهد إليه من جديد برئاسة الحزب الحاكم ، ولم يرشح رسميا ما يزكي أيا من هذه التوقعات.
ومساء الاثنين بدأت أوساط معينة توجيه الموضوع نحو مسارات جديدة ، فالرجل قد يكون استدعي فقط لإدارة الحملة الإعلامية والسياسية لتسويق التعديلات الدستورية والعمل على إنجاح الاستفتاء.
وإن كان الأمر على هذا النحو فإن خصوم الرجل المتسم بالخبرة والكفاءة المتمتع في أذهان عامة الناس بشيء من المصداقية يسعون لإحراق ورقته من خلال إقحامه في قضية شائكة ستسقط بعض الرؤوس إن عاجلا أو آجلا.
فهم يلقون به في الماء والوحل وفي مستنقع إخفاقاتهم هم كي يتفرجوا عليه وهو يغرق.
لقد نجح هؤلاء قبل فترة وجيزة في اقصاء محسن ولد الحاج ونجحوا في تحميل الرئيس مسؤولية تصويت الشيوخ وساقوه إلى مؤتمر صحفي ليعلن اعترافه بذلك على الهواء مباشرة ويصبحوا هم في مصاف المتفرجين رغم أنهم المسؤولون الحقيقيون عن سوء إدارة أزمة الشيوخ ، وعن التعديلات الدستورية المثيرة للجدل التي ستلقي بظلالها القاتمة على كل ما تبقى من مأمورية الرئيس.
واليوم يتحرك "هؤلاء" لحرق كل الأوراق التي يمكن أن تشكل بدائل والتي إن نثر الرئيس كنانته في لحظة يقظة ضمير قد يجد فيها بدائل لهم هم.
واستهداف ولد محمد الأمين بإسلوب ظاهره الاهتمام والترقية وباطنه غير ذلك هو استهداف مزدوج لمن يتصور وقوفه خلفه من أركان النظام.
فمن هو الهدف القادم في طابور الاستهداف الناعم ، طابور النيران الصديقة التي تصيب الأصدقاء أكثر مما تستهدف الأعداء؟
وهل يعني كل هذا الصراع العبثي أن معركة الاستخلاف وولاية العهد باتت مفتوحة؟
نقلا عن صفة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed