تابعت 10 مبادرات يتظاهر أصحابها بدعم التعديلات الدستورية ويحرصون على "زومات" الكامرات .. لكنهم تحدثوا عن دعم الرئيس كما تحدثوا من قبل عن دعم حملة الكتاب وعن فوائد مشروع الأفران المحسنة وتهجين الأبقار .. طبعا تحدثوا عن دعم الرئيس واستعرضوا بعضا من إنجازاته الحقيقية والوهمية .. لكنهم جميعا لم يكلفوا أنفسهم عناء شرح مسوغات التعديلات الدستورية ولم يتبنوها ولم يدخلوا في مقاربة إقناعية على الاطلاق بل حاموا حول الموضوع من زاوية أن ما يقام به يقام به لصالح الرئيس ، وكأن الرئيس تحول إلى تعديل دستوري وكأن التصويت الإيجابي هو لفائدة الرئيس وحده والسلبي موجه ضده وحده وهم مجرد كومبرص في فلم التصفيق العبثي للرؤساء المتعاقبين.
ولو سلمنا جدلا بعلاقة التعديلات بالرئيس فإن اقحام هذا الأخير في كل واردة وشاردة أمر ضار بالرئيس ويضعه دائما في كلكل الاعصار ويزيد من هشاشة موقفه الدستوري كحكم وكضامن لسير مؤسسات الدولة.
إنهم في المبادرات المتظاهرة بالتأييد يتآمرون على الرئيس وينأون بأنفسهم عن تسويق التعديلات وهذا أمر في منتهى الخطورة وفي منتهى السادية ، ويعني ببساطة أنهم يتفوهون بشيء ويضمرون غيره ووقائع التاريخ القريب شاهدة على عبثية هذا النوع من الـتأييد الذي لا يتجاوز اللسان ولا يعرف طريقا إلى القلب والعقل.
بقلم: محمد عبد الله ولد محمد الأمين