تعرفت في الدوحة على الرئيس الأسبق اعلي ولد محمد فال رحمه الله سنة 2007 بعيد تسليمه السلطة للرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. كان معي زميلان من شبكة الجزيرة وأمضينا معه أزيد من ساعة في "فندق فور سيزون" في أحاديث مطولة. كان مقنعا في ردوده منطقيا في طرحه لا تثيره استفزازات الصحفيين ولا إحراجاتهم كان يجيب على الأسئلة باسترسال ومنطق. أعجبت كزيميلي باعلي الواسع الثقافة باعلي الفاهم للقضايا التي كان يتعاطى معها وهو في مركز القرار. بقيت تلك الصورة الجميلة في ذهني عن هذا الرجل وكم كنت فخورا وأنا استمع لثناء زميليَّ الصحفييْن عليه وعلى قدراته.
اتصل بي قبل شهر الزميل سمير بيومي وهو منتج برنامج "شاهد على العصر" ليخبرني أنهم في شبكة الجزيرة بصدد تسجيل حلقات من هذا البرنامج مع الرئيس اعل وأنهم يريدون مساعدتي بالمراجع والمذكرات الموريتانية التي تحدثت عن اعل ولد محمد فال أو من شأنها توضيح وتحليل القضايا الموريتانية الكبرى التي عاصرها اعل رحمه الله أو كان فاعلا فيها قبل وأثناء وبعد فترة رئاسته والتي سيناقش معه الزميل أحمد منصور. جاءني الأخ بيومي في مكتبي وزودته بما وسعني تزويده به من المراجع والمذكرات والمقالات وتمنيت فعلا أن نرى الرئيس اعلي في هذا البرنامج حتى يتمكن المهتمون بالشأن السياسي الموريتاني من الاضطلاع على تفاصيل وحيثيات قضايا كان المرحوم يعرفها ويعرف عمقها بحكم وظائفه السامية وبحكم فهمه الدقيق وبحكم علاقاته الكثيرة واطلاعه الواسع. لكن الموت حل به يوم أمس رحمه الله تعالى برحمته الواسعة وفاتنا فهم الكثير من الأمور. رحم الله اعلي ولد محمد فال وجعله في أعلى عليين.
نقلا عن صفحة الباحث سيدي أحمد ولد اﻷمير على الفيسبوك
.jpg)
.gif)