استدعت الحكومة الجزائرية السفير التونسي لديها، عبد المجيد الفرشيشي، بعد بضعة أيام من وصف وزير تونسي الجزائر بأنها دولة شيوعية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية.
وتربط بين الدولتين علاقات أمنية واقتصادية قوية، كما أنهما تنسقان معا لمكافحة التشدد الإسلامي في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان نشرته الوكالة إنها استقبلت السفير التونسي الأحد، وطلبت منه تقديم توضيح للتصريحات التي أدلى بها وزير تونسي.
وكان وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي، رياض المؤخر، قد أدلى بتصريح خلال مؤتمر (تونس أمل المتوسط) الذي عُقد في روما في الرابع من مايو/أيار قال فيه "إن الجزائر دولة شيوعية"، لدى وصفه جيران تونس.
ونقلت وسائل إعلام عن المؤخر قوله عندما سئل عن موقع تونس "أفضل أن أقول عن تونس أنها تقع جنوب إيطاليا على أنها تقع بين الجزائر الشيوعية وليبيا المخيفة".
وقال الوزير التونسي الجمعة في صفحته على "فيسبوك": "ما تم نشره بشأن الشقيقة الجزائر كان ردا على دعابة وردت على لسان وزير الخارجية الإيطالى الذى قال إنه من شرفة بيته يرى تونس".
وقال "علقت على ذلك بتصريح مفاده عدم إلمام بعض الأمريكيين فى فترة التسعينيات بالموقع الجغرافى لتونس، إذ إنني عندما كنت أقدم نفسى كوافد من تونس يقولون إندونيسيا، وعندما أقول إن تونس تقع على الحدود مع الشقيقة ليبيا يعلقون بأن ليبيا بلد يعيش ديكتاتورية معمر القذافي. أما بالنسبة للشقيقة الجزائر فيردون أن الجزائر بلد شيوعى ويتساءلون هل تونس يحكمها نظام شيوعي".
وعبّر المؤخر عن استغرابه توظيف البعض لتصريحه و"محاولة الإساءة لمتانة العلاقة الأخوية بين تونس والجزائر الضاربة فى التاريخ".
وقلل مراقبون من مخاوف نشوب أي أزمة دبلوماسية بين البلدين، مؤكدين أن العلاقات بينهما قوية. وذكرت وسائل إعلام تونسية أن حزب النهضة التونسي دان تصريحات المؤخر.
وأثارت هذه التصريحات موجة استنكار في تونس والجزائر. وقال حزب نداء تونس الحاكم إنها لن تمس بمتانة العلاقات بين الدولتين.
علاقاتنا أكبر من أن تهزها مثل هذه التصريحاتحركة النهضة, حزب معارض
وعبّرت حركة النهضة في بيان عن "عمق العلاقات بين تونس حكما وشعبا والشقيقتين ليبيا والجزائر". وقالت إن تلك العلاقات "أكبر من أن تهزها مثل هذه التصريحات". ودعت "الجميع إلى احترام ثوابت علاقاتنا بجارتينا الشقيقتين لارتباطها بأمن المنطقة وبالمصالح العليا لتونس".
كما أصدر حزب نداء تونس بيانا أكد فيه أنه "لا يمكن لأى تصريحات عابرة أن تمس بمتانة العلاقات التونسية مع كل من ليبيا والجزائر".
ولم يصدر عن الحكومة الجزائرية أي تعليق بعد استدعائها السفير التونسي، لكن الصحف الجزائرية هاجمت تصريحات الوزير التونسي معتبرة إياها "غير مسؤولة".