نواكشوط – «القدس العربي»: واصلت السلطات القضائية والأمنية الموريتانية تحقيقاتها مع ستة صيادين سنغاليين كانوا قد اعتقلوا مؤخراً في عرض السواحل الموريتانية وهم يحملون طناً ونصف طن من المخدرات في زورق للصيد.
وأكد ممادو تال سفير السنغال في نواكشوط الثلاثاء في تصريحات أدلى بها بعد اجتماع وزاري مصغر عقد في داكار حول هذه القضية «أن السنغاليين الستة تعرضوا لخدعة من مهرب مغربي استدعاهم لتأجير زورقهم في نقل كمية من الأسماك إلى موريتانيا بحجة أنه لا يجوز له نقل السمك إلى الرصيف الموريتاني».
وأضاف: «أن السنغاليين نقلوا الحمولة من الباخرة المغربية إلى زورقهم لكن خفر السواحل الموريتانيين الذين كانوا يتابعون الباخرة المغربية المشبوهة أوقفوا الصيادين في عرض البحر وفتشوا حمولتهم التي اتضح أنها طن ونصف طن من المخدرات، وهو ما نجم عنه اعتقالهم وتسليمهم للجهات القضائية الموريتانية المختصة».
وأكد السفير تال «أن الحكومة السنغالية تتابع عن قرب تطورات هذا الملف الذي لا يزال تحت نظر القضاء الموريتاني، لإيجاد حل له باعتبار أن الصيادين السنغاليين مخدوعون في هذه القضية، ولم يرتكبوا الجرم بسبق إصرار». وقال: «مع أن هذه القضية معقدة للغاية فإننا سنرى ما ستسفر عنه الأمور خلال الأيام القادمة».
يذكر أن حادثة الصيادين السنغاليين تأتي في ظرف تشهد فيه العلاقات الموريتانية – السنغالية توترا كبيرا بسبب سياسة الصيد الموريتانية الجديدة التي منع بموجبها مئات الصيادين السنغاليين من الصيد في المياه الموريتانية.
وأوقفت هذه السياسة نظام الرخص الذي كان السنغاليون يمارسون على أساسه الصيد في المياه الإقليمية الموريتانية، ولم تتمكن حكومة داكار لحد الساعة من إيجاد تفاهم مع حكومة نواكشوط حول هذه القضية. وحذرت حكومة داكار قبل أيام رعاياها من الصيد في المياه الموريتانية في غياب أي اتفاق بين الحكومتين حول هذا النشاط.
وتضاف هذه الحادثة لاحتجاز الأمن الموريتاني مؤخراً على مستوى معبر الحدود بين موريتانيا والمغرب، لشاحنة مغربية متجهة إلى نواكشوط، ومحملة بالخضراوات والفواكه، كانت تحمل في أحد مخادعها 370 كلغ من القنب الهندي.
وأكد موقع «ماروك ليكس» لصاحبه اكريس كولمان (معاد للمغرب): «أن مخادعة المهرب المغربي للصيادين السنغاليين الأبرياء، قد تؤثر سلباً على العلاقات المغربية – السنغالية».
وأوضح الموقع «أن المغاربة يعرفون دائما الطريقة التي يسكتون بها المسؤولين السنغاليين والقائمة، حسب قوله، على إغراقهم برشاوى أموال المخدرات». وقال: «هذا ما جعل من السنغال الحليف الأقوى للمملكة المغربية في شبه المنطقة».