للمرة الأولى، منذ احتلال العراق، في التاسع من أبريل/نيسان 2003، ألقى نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، كلمة في مؤتمر للمصالحة المجتمعية في محافظة النجف (180 كلم جنوب بغداد)، على وقع الأهازيج التي كانت تنشد للرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وظهر خلال البث المباشر للمؤتمر، الذي نقلته القناة العراقية الرسمية، أن المالكي ارتقى المنصة لإلقاء كلمته على وقع أهزوجة "لا والله والعباس"، التي اشتهرت كثيرًا لدى العراقيين أثناء الحرب ضد إيران، وكانت تبث مع صور للرئيس الراحل، صدام حسين، وهو في جبهات القتال.
واختتم المالكي كلمته عند تشغيل أهزوجة ثانية من أهازيج النظام العراقي السابق هي "ياكاع ترابج كافوري .. عالساتر هلهل شاجوري"، وسط ذهول الحاضرين.
وقال الصحافي حميد سعدون، الذي حضر المؤتمر، إن الجماهير الحاضرة فوجئت بالأجواء التي وصفت بـ"البعثية"، أثناء كلمة المالكي التي بدأت وانتهت بأهزوجتين ارتبطتا بالرئيس الراحل صدام حسين، موضحًا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عددًا من الحاضرين بدؤوا بالهمس وذكر أمجاد النظام العراقي السابق، الذي تغير بعد دخول الاحتلال الأميركي عام 2003.
وقوبل إلقاء المالكي كلمته على وقع أناشيد صدام حسين، بموجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتقد الناشط، عمار كاظم محمد، الأناشيد والألحان التي ألقيت في مؤتمر النجف، متسائلًا: "هل ما جرى كان مؤتمرًا للمصالحة أم فقرات للتوجيه السياسي؟". ولفت إلى أن الأمر الذي كان ينقص المؤتمر هو "إحضار فاضل وفوزية"، في إشارة إلى المطربين فاضل وفوزية اللذين عرفا بكثرة الأناشيد التي كانت تتغنى بحب صدام حسين.
ا المدون محمد سلمان السعدي، فاتهم المالكي بالعمل بنظام الحزب الواحد، على الرغم من كونه من أشد المعارضين لحزب "البعث" المحظور في العراق منذ عام 2003، موضحًا أن ميوله وتصرفاته تدل على أنه يريد إحلال الحزب الذي يقوده، وهو "حزب الدعوة"، محل حزب "البعث" في العراق.
وعقد، اليوم السبت، مؤتمر للمصالحة المجتمعية في محافظة النجف، حضره الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، ونائبه نوري المالكي، ونائب رئيس الوزراء، صالح المطلك، وسياسيون آخرون.
يشار إلى أن حقبة حكم المالكي للعراق (2006-2014) قد شهدت إجراءات وصفت بالتعسفية بحق حزب "البعث" المحظور في العراق وأعضائه، وتم منع أي وسيلة أو منشور يروج لـ"البعث".