يبدو أن الحكومة باتت فى ورطة تشريعية فالنصوص التي أحيلت إلي الشيوخ من بينها نصوص مستعجلة التزمت الحكومة للبنك الدولي بإصدارها وإنفاذها فى أقرب الآجال.
والشيوخ لم يجتمعوا لدراسة هذه النصوص وسافر بعضهم وغاب البعض وتوعك آخرون وأدى ذلك إلى استحالة اجتماعهم مما جعل الحكومة تفكر في استرجاع نصوص تكتسي طابع الاستعجال لإحالتها للجمعية الوطنية كسبا للوقت ، وفى انتظار أن يتمكن الشيوخ من الاجتماع.
وسحب النصوص يتطلب مسطرة إجرائية لا ترغب الحكومة فى تحريكها إلا عند الضرورة القصوى .. ويراوح الموضوع مكانه فى انتظار حسم لا يمتلك أي طرف زمام مبادرته .. وكلما قربت نهاية الدورة العادية كلما زاد التوتر ، فالسادة الشيوخ ليسوا على عجلة من أمرهم وهم مصرون على ممارسة حقهم الدستوري حتى آخر لحظة وعيونهم على مجريات تحضير الاستفتاء الذي قرروا مقاومته بكل الطرق الديمقراطية المتاحة ، وربما بطرق أخرى ستكشف عنها الأيام لا تخطر على بال أي منا ، فأساطين المشيخة العتيدة لم يفرغوا بعد ما فى جعبتهم وقد أنعشوا المشهد السياسي الوطني بمسلسل تجاذبات الدرامي عبثي بات الوحيد الذي أنتجته البلاد منذ الاستقلال إلى اليوم.